كاتب من لبنان
وشاعر. إجازة في التاريخ من الجامعة اللبنانية، كلية الآداب. صدر له: «الضوء آخر عصفور في السماء» و«كونشيرتو لشفاهٍ ترفعها الريح».
أؤدي تحيّة للدخان وأعزمه إلى الحفرة التي تتسعُ بأياديها الضخمة للحرب وفيها أواري عليهما ريش البجع المقتول.
ما يلاحظ في سياق السرد الروائيّ هو الطغيان المطلق لشخصيّة الراوي على كافّة مفاصل الرواية، وهو ما يُقابَل ببهوت حضور باقي الشخصيّات، حتى أن أكثرها حضوراً وتواجداً لا تحتاج سوى إلى بضع حلقات، متواصلة أو متفرّقة، لتضع بصمتها على حياة الراوي وتختفي، وبالتالي
يبدو أنّ هذه الفتاة ترغبُ بأن أبتسم، إلّا أنّني منعت ابتسامتي في الحقيقة لأنّني أدركت ذلك بدقّةٍ وأثبتّ ذلك. لم يعد بإمكانها الآن أن تولد ولم أعطها الوقت لتحلم، لتتنبّأ. القسوة تمنع اللذة.
احتجّ دوتريمون على استراتيجيّة الكبار قائلاً: "لا أتفق تماماً مع تأويل السرياليّة، (...) فليس عندما ترمى القنابل بل عندما يُشرَعُ برميها (وهذا سيتضاعف فقط) ينبغي على السرياليين أن يصبحوا إمّا متوحّدين بعادتهم السريّة أو ممارسين للحبّ مع بعضهم البعض".
ويبقى أمامنا ذاك السؤال المستمر عن مدى قدرة الشاعر في الخوض ضمن تجارب عديدة تغني مسيرته، وفي نظرة سريعة لمسيرة الشاعر نجده مغامراً في كافة تشعبات الشعر، حتى الآن لا زال يدخل بالعديد منها ويجرّبها، ولربّما يحقّ لنا أن نسأله: ماذا بعد يا عباس؟
أما اصطلاحاً فاستعادة المادة هنا يعني استعادة مضامينها لتتوظّف في خدمة الجديد، وربّما يمكن إدراجها هنا ضمن خانة "الإحياء" والذي كان المصطلح الدقيق لتوصيف النهضة الأوروبية في القرن الخامس عشر.