فصلٌ من «غريب»

2021-04-23 07:00:00

فصلٌ من «غريب»

نظر من شباك السيارة. يحب الطريق بين رام الله ونابلس والمناظر على الجانبين. ليس فيها شيء مميز، مرتفعات وهضاب، قرى بمنازل بسيطة، لكن المشهد يمنحه راحة نفسية. يراقب البيوت تبتعد والسيارة تنهب الطريق . يحاول دائما أن يجلس بجوار النافذة.

الرواية التاسعة للكاتب الفلسطيني أنور حامد، صدرت أخيراً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (بيروت، عمان) ودار كل شيء (حيفا).

 

كانت زيارته الأولى للجامعة. أقنع المدير بأنه يريد الاستفسار عن دورات اللغة الإنجليزية، وطبعا لم يذكر شيئا عن الهدف الخفي ، وهو دخول أجواء الجامعة، التعرف على طلابها وطالباتها.

 تنامى إحساسه بالغربة عن محيطه المدرسي منذ حصل الشرخ في شخصيته المثالية التي كان، وكان لا بد من محاولة مد جسور مع طلاب وطالبات الجامعة. فكر بفرصة لزيارة الجامعة وها هي قد سنحت.

غادر البلدة في الصباح الباكر، موعد ذهابه إلى المدرسة، بعد أن أقنع المدير بالسماح له بالتغيب ليوم واحد.

وصل الجامعة قبل العاشرة وجلس في  الكافتيريا إلى إحدى الطاولات، وبدأ يتأمل المشهد . شبان وفتيات يتخاطفون الساندويتشات وأكواب القهوة، يتضاحكون، يتجادلون في السياسة، يجلس بعضهم إلى طاولات في البوفيه ويغادر آخرون إلى شؤونهم. المكان ليس كبيرا، ولكنه شعلة نشاط وحركة. وهو يحدق فيهم مبهورا  هل أكون جزءا من هذا الجو الحيوي ؟ ولو لأسابيع قليلة ! هذا كفيل بأن يشحنني بطاقة لاحتمال ما تبقى من السنة الدراسية ! ثم ماذا ؟ ماذا بعد انتهاء الفصل الدراسي ؟

فجأة وجدها تقف فوق رأسه. كانت تبتسم . تلفت حوله بارتباك. 

-على مين بتدور ؟

سألت، والابتسامة لا تفارق شفتيها.

زاد ارتباكه. هل هي من بنات البلد ؟ هل تعرفه؟ رفع رأسه وتأمل وجهها، لم يتعرف على ملامحها.

-مالك ؟

سألت

-لا ولا أشي 

قال والارتباك ما زال يسيطر عليه.

-غريب

قالت.

انتفض. هي تعرفه إذن. تعرف اسمه ، لكن من تكون ؟ 

-أول مرة بتيجي هون ؟

-أول مرة

-شو إسمك ؟ 

نظر إليها باستغراب، ألم تنطق به منذ لحظات ؟

-ما بتعرفي إسمي ؟

انفجرت بالضحك، أما هو فشعر بالارتباك.

-من وين بدي أعرفه ؟

-من شوي حكيتيه. إسمي غريب

-فش إسم غريب، كل الأسماء بتصير مألوفة. أنا إسمي مها

-وأنا إسمي غريب

-جد ؟ هذا إسمك ؟

هنا وضعا حدا للبلبلة التي سببها إسمه وبدأ الجو بينهما يزداد ألفة. جلست إلى طاولته، وسألته عن وضعه، إن كان طالبا في دورة اللغة الإنجليزية . أجاب بالنفي، وقال إنه ينوي الالتحاق.

-طيب تعال أعرفك عالجامعة ، شربت إشي ؟

-لا لسة 

وقفت ودعته لمرافقتها. 

-روح نجيب إشي نشربه 

توجها معا للوقوف في الطابور. 

-ولي مها !

التفتا معا إلى مصدر الصوت ، كانت فتاة تحمل مجموعة من الكتب تنظر إليهما، غمزت بعينها : مين الشاب ؟ أخوك الصغير ؟

-لا ولي. أخوي أصغر من هيك . بعدين هو في الكويت، شو بده يجيبه ؟. هذا غريب. جاي يسجل لدورة إنجليزية

-إسمك غريب ؟

-نعم

-أهلين فيك، بشوفكم بعد الغدا، عندي محاضرة 

وقفا في الطابور.

-هذا إسمه أبو الشباب

-مين ؟

-مسؤول الكافتيريا. يلا لما تيجي تدرس هون بتحس بإلفة، صرت عارف أبو الشباب

وضحكت بعذوبة. 

اشتريا شطيرتين وكوبين من القهوة، وعادا إلى الطاولة.

-إحكيلي غريب

-عن شو؟

ضحكت مها وابتسم بدوره. كان لضحكاتها مفعول السحر في تبديد إحساسه بالغربة. 

-عن شو ؟ عن حالك . من وين إنت ؟ شو اهتماماتك ؟ ليش جاي عبيرزيت ؟ شو رأيك بالعملية الأخيرة ؟ هيك أشيا يعني

ارتبك عقب سماعه سؤالها الأخير. كان حريصا فيما يتعلق بالقضايا السياسية. هيك خبط لزق ؟ هل يعقل أن توجهي لي سؤالا كهذا بعد دقائق من تعارفنا ؟ ه

ما مبرر هذا الشعور بالأمان ؟ هل طلاب الجامعة يحسون بالثقة تجاه كل من يدخل الحرم الجامعي ؟ وعلى أي أساس ؟  كان حسه الأمني متيقظا. لكنه الآن في مأزق. ماذا يقول لها ؟ رأيه بالعمليات التي تستهدف المدنيين لم يكن مقبولا في أوساط أصدقائه، وكثيرا ما تعرض للسخرية بسببه، فكيف سيبوح به لغريبة قابلها منذ دقائق؟ هل يقول لها إنه يرفضها لأنه يرفض أن نتشبه بهم ؟ إذا قلدنا أساليبهم واستهدفنا المدنيين فكيف سنهاجمها حين نكون ضحيتها ؟ وهل سيكون لمهاجمتها مصداقية أمام الآخرين إذا كنا نمارس الشيء ذاته ؟ لا، عليه أن يكون حذرا. هو لا يعرفها.

ركز في وجهها، للمرة الأولى منذ بدءا الحديث. لون عينيها كان غريبا، لا يستطيع أن يحدد إن كان بنيا أم أسود. شعرها خروبي، مموج، ينسدل على كتفيها بحرية. كانت أقصر منه قليلا. حدثها عن نفسه لكنه تجاهل الجزء الأخير من سؤالها. لم تلح في استجوابه.

-بتحب تتعرف علي أجواء الصفوف ؟

هز رأسه: ممكن ؟

ضحكت مرة أخرى: وليش ما يكون ممكن ؟

استغرب .هو يعيش  في أجواء المدرسة، حيث كل شيء تقريبا، خارج نطاق النظام الصارم،"غير ممكن" .

-يلا خلص ساندويشتك وخلينا نقوم، عندي صف  " دراسات ثقافية مع الدكتورة إلهام 

غادرا الكافتيريا واتجها إلى الصف.

كان الحضور لا يتجاوز العشرة، شبابا وفتيات يرتدون الجينز ، مظهرهم بسيط.كانوا  يثرثرون في قضايا متنوعة.

دخلت الدكتورة إلهام مبتسمة. لم تطلب مها إذنا لحضوره، ولم تعترض الدكتورة على وجوده في الصف. كان متوترا.

بدأت الدكتورة الحديث.

-شو موضوعنا للنقاش اليوم ؟ 

طرحت السؤال.

-عن التعامل مع ظاهرة الاغتراب المجتمعي 

رد أحد الطلاب.

بدأ قلبه يدق بتسارع . "هذه حياتي. ما هو شعورك حين تكون حياتك مادة للنقاش في صف جامعي ؟"

-ماهر إنت كان رأيك إن لا ضرورة للتماهي مع ثقافة المجتمع 

رد ماهر : صحيح إلهام، تصوري، لو النخبة مجبورة تتماهى مع الثقافة  السائدة ، عوضا عن دفعها للأمام ، كيف ممكن تساهم في تطور المجتمع ؟

قاطعته مها: لكن المجتمع لا يتطور بالتنظير ، إذا ما كان التطور عضوي مش رح يحصل أصلا

كان يتابع بانبهار ، ويحاول أن يطبق وجهات النظر المختلفة على حالته. أدلى ثلاثة آخرون بدلوهم، ثم فجأة نظرت الدكتورة إليه مبتسمة وسألت: وشو رأي ضيفنا ؟ شو إسمك أول ؟

-إسمي غريب 

-غريب أهلا فيك، وطبعا من حقك تشارك في النقاش، إذا بدك طبعا 

ازدادت دقات قلبه تسارعا، وأخرج منديلا ورقيا مسح به العرق عن جبينه. لديه ما يقوله، لديه الكثير، لكنها المرة الأولى التي يتحدث فيها في مكان عام. في المدرسة يستمع إلى محاضرات المدير والمدرسين عن مستقبله الذي تتهدده "أفكاره الغريبة"، وفي البيت يكمل الوالد من حيث توقف الأساتذة، وهو لا يعلق ولا يبدي أي رد فعل. تعلم أن أفضل رد فعل هو أن يفصل نفسه عن محيطه تماما بمجرد أن يبدأوا المحاضرة . وحين ينتهون يبتسم بحيادية ويعود بوعيه إلى المكان.

تلفت حوله. كان واضحا أنه يهم بالحديث. نظر إلى مها، كانت تبتسم له وتهز رأسها مشجعة. وقف. 

-ما فش داعي توقف، في الجامعة ما بنوقف لما نحكي

قالت الدكتورة إلهام.

جلس، ركز نظراته في الدكتورة وانهمر الكلام.

-الموضوع اللي بتناقشوه هون نظريا هو حياتي ، أنا من سنتين بعيش الصراع والمواجهة. أنا طبعا طالب مدرسة أعيش في قرية، هامش الحرية في حياتي محدود، وخطواتي مرصودة من الجميع: المدرسة، العائلة، الشارع. أنا عشت حالة تحول بطيء استمر سنتين  من التدين للتفكير النقدي الحر. سنتين من العذاب، حطيت كل الثوابت في حياتي تحت المجهر: المؤسسة التعليمية، الدين، العائلة، المجتمع، السياسة. حاليا أنا في فكري وشخصيتي نقيض اللي كنته من سنتين.لكن في سلوكي ما تغير إشي، مقيد بنفس القيود اللي عاملتلي حالة انفصام بين أفكاري وحياتي.

كان يتحدث بسلاسة، فهو يتحدث عن حياته، وكان الجميع ينصتون باهتمام. كان الشعور غريبا وغير مسبوق. النظرات المسلطة عليه، تعقيب الطلاب والطالبات والدكتورة إلهام على ما قال، بندية تامة، أسلمه لحالة غير مسبوقة من النشوة. في هذه اللحظة اتخذ القرار: سيلتحق بهذه الجامعة في العام القادم. لن توافق العائلة، فهم يرسمون مستقبله بعناية لأنه طالب متفوق في المدرسة، ولا يمكن أن يوافقوا  على دراسته مادة أدبية في بيرزيت، وهو ما يريده.

انتهى السيمينار، وخرج مع مها.

-شو هذا يا زلمي ؟ أبدعت

قالت وهي تلكزه في كتفه.

ابتسم بخجل.

-يعني بكل سهولة بتقدر تكمل الكورس معنا . بتحكي بتناقش بمستوى متقدم. من وين كل هذا؟ 

لم يجب.

-جد بحكي. إحنا في التوجيهي كنا هبايل

في الطريق إلى المطعم استمعت مها إلى قصة التشظي، تمزقه بين ذاته التي شكلتها سنتان من الصراع الدائم بين قراءاته وتفكيره من جهة وعالمه القديم من جهة أخرى ، بين سارتر ودوبوفوار وأدلر  وماركس وفرويد من جهة، وفكر القبيلة والمؤسسة والإرث الاجتماعي من جهة أخرى.  قصة صمته وهو يستمع إلى كل من هب ودب يبيع ويشتري في حياته ومستقبله، يحذره من نفسه، يدعوه إلى التشبث بما يتشبثون به، ينذره  بالويل والثبور وعظائم الأمور إن ركب رأسه.

كانت مها تنظر إليه نظرات غريبة، وكان يهرب بعينيه من نظراتها

-يا زلمي كل هذا يطلع منك ؟

ضحك.

-شو اللي طلع مني ؟

-شو رأيك تدخل عني الامتحان وبعزمك على غدا في الكافتيريا ؟

مرة أخرى ارتفعت ضحكته، وبدأ يتخلص بسرعة مما تبقى من توتره

بعد الغداء نزلا إلى رام الله، كان لا بد من زيارة مقهى ركب قبل عودته إلى عنبتا. دعا مها، واشترط أن يدفع هذه المرة. لم يكن معه الكثير من النقود ، لكنه وسط حالة الانتشاء التي كانت تغمره لم يفكر بعاقبة هذه الدعوة على ميزانيته.

-ما قلت لي ، شو جابك عالجامعة ؟ في هدف محدد للزيارة ولا بس هيك شمة هوا ؟

نظر إليها غريب وانفجر بالضحك.

ابتسمت بدورها وهي تنظر إليه: مالك ؟ شو اللي بيضحكك ؟

-طبعا أنا جاي لهدف، بس ما أنجزته

-شو الهدف؟

سألت  بفضول.

-كنت بدي استفسر عن دورات لغة إنجليزية مكثفة في العطلة الشتوية

-هاي بسيطة يا زلمي. أنا بجيب لك المعلومات.

نظر إليها بامتنان. هذا يعني أن الصلة بينهما لن تنقطع بنهاية زيارته.

-بكون ممنونك كثير.

أحضر النادل البوظة ووضعها أمامهما.

-بوظة ركب رفاه نادر بالنسبة لي

ضحكت  مها: رفاه ؟ ول ليش ؟ متوفرة خير ألله

-متوفرة في رام الله، وأنا من قرية بعيدة، نسيتي ؟

قالت مبتسمة:  طيب هذا سبب تزورنا كلما اشتهيت البوظة

بادلها الابتسامة وفكر: هذه دعوة صريحة، لن أرفضها. لكن كيف ؟ الدوام المدرسي لن يكون عائقا، سآتي بعد الدوام، لكن من أين أوفر تكاليف السفر ؟

نظرت في ساعتها.

-أنا لازم أرجع عالجامعة، عندي محاضرات بعد الظهر. بس رح أشوفك، صح ؟ هاي مش آخر زيارة إلك لبيرزيت.

قال بحماس: أكيد مش آخر زيارة.

-طيب يلا قوم أوصلك لسيارات نابلس.

انتشى لهذا العرض السخي. دقائق إضافية سيقضيها بصحبتها. واضح  أنه يستمتع برفقتها. كانت أول فتاة يقترب منها بهذا القدر، وأربكه الموضوع إلى حد ما، ومنحه شعورا لذيذا غير مسبوق.

اتجها نحو سيارات نابلس. حين وصلا مدت يدها، صافحته وقالت مبتسمة: إجعلها بعودة

بادلها ابتسامة وقال: أكيد

انتظرت جلوسه في سيارة الأجرة ثم لوحت له وغادرت. أما هو فبقي طوال الطريق يستعيد الوقت اللذيذ الذي قضاه بصحبتها، حديثها، ثقتها بنفسها، ضحكتها، جرأتها غير المألوفة. ليست له أي صلة بفتيات بلده ولا يعرف أي فتاة أخرى. مها كانت أول فتاة يقضي معها وقتا نوعيا، يخوض معها نقاشات، يدعوها إلى مقهى. حصل كل هذا في مشوار واحد. لكن يا لسوء حظه ! هي بعيدة، فرصة اللقاء بها ستكون نادرة. 

نظر من شباك السيارة. يحب الطريق بين رام الله ونابلس والمناظر على الجانبين. ليس فيها شيء مميز، مرتفعات وهضاب، قرى بمنازل بسيطة، لكن المشهد يمنحه راحة نفسية. يراقب البيوت تبتعد والسيارة تنهب الطريق . يحاول دائما أن يجلس بجوار النافذة.

-ظايل حدا ما دفعش ؟

_أنا

قال، وأخرج الأجرة من جيبه وناولها للسائق.

حين وصل نابلس فكر في أن يزور أحد محلات الكنافة. بوظة وكنافة في نفس اليوم؟! أي رفاهية هذه ! لا باس بقليل من الدلال الذاتي.

توجه إلى محلات بسيس القريبة من الكراج. صواني الكنافة الساخنة أثارت شهيته، فمصمص شفتيه.

-تفضل عمي

ناداه رجل كان يقطع الكنافة ويضعها في صحون.

دخل، جلس إلى إحدى الطاولات. حضر إليه شاب:

-تفضل

-نص وقية ناعمة

جاء طلبه خلال لحطات، فبدأ يأكله بشهية. حين انتهى دفع الحساب وغادر باتجاه كراج طولكرم. 

استقل سيارة أجرة كانت تنتظر الراكب الأخير ، وحين أخذ مقعده فيها انطلق السائق باتجاه طولكرم. وصل بلدته في مزاج مرح. 

حين وصل البيت وجد أخته سلمى المتزوجة في طولكرم في ضيافتهم. كانت تجلس مع أمه وأخته رنا على الشرفة.

سلم، وصافح أخته.

-أهلا وسهلا. وين زمان ما شفناك ؟

سألها.

-طيب وإنت ليش ما بتطل ؟ سمعت إنك كنت في طولكرم، كان ميلت تغديت عندي.

-والله يختي ما كنت في مزاج منيح

تنهدت أخته: بعرف .شو بدهم منك، الله يلعنهم ؟

-روحي يا رنا إعملي قهوة

قالت أمه.

وقفت رنا، أخرجت له لسانها وتوجهت إلى المطبخ.

ابتسم غريب.

-كيف كان مشوارك ؟

سألته سلمى.

-يما لليش رحت إنت على بيرزيت ؟

-يما لازمتني دورة تقوية

-أبوك قال لغتك الأنكليزية منيحة.

تجاهل ملاحظتها، وخاطب سلمى: لقيت دورة مكثفة في عطلة الشتا

-طيب ممتاز

-كثير ضرورية، بس مش عارف من وين أدبر القسط

-بتتدبر ما تهمل هم

قالت. أخته تعمل في التدريس، واشترط والده حين تزوجت أن تحتفظ براتبها. أثار الموضوع في حينه جدلا مع عائلة العريس، لكن والده أصر. قال إنه يريد أن تكون ابنته مستقلة اقتصاديا. استهجن والد العريس هذه اللغة، لكن والده أصر، وهكذا كان.

-الله يخليلنا اياك 

قالت الأم موجهة الحديث لابنتها.

أحضرت رنا الصينية وعليها دلة القهوة والفناجين.

-ما جبتلكش فنجان

قالت مشاكسة.

-عزا ليش ؟

سألت والدته مستنكرة.

-بتمزح، هيها جايبة أربع فناجين

قالت سلمى.

صبت رنا القهوة للجميع، وتناول كل فنجانه.

شرب قهوته ودخل غرفته. يبدو أن مشكلة قسط بيرزيت ستحل بأسهل مما تصور. بقي أن يقنع والده بالسماح له، مبدئيا، بالتسجيل للدورة.