لا تملك شخصيّات دوستويفسكي أيّ نقطة "ارتكاز أرخميديّة"، أي، سبباً رئيساً، فهي كما يقول كما يقول الناقد جورج لوكاتش:"هم أناس متوحّدون، أناس يعتمدون على أنفسهم اعتماداً كاملاً في معرفتهم للحياة ولمحيطهم، أناس يحيون بعمق وبحدّة داخل نفوسهم بحيث تظلّ أرواح الآخرين عندهم أرضاً مجهولة للأبد"(150).
قبل عشرين عاماً على كتابه "الضوء الأزرق" (٢٠٠١)، الذي كتب فيهِ في وصفه نفسه: "أنا تحت سطحي من الشّرور ما يجعل أمّي تتمنّى لو لم تكن قد ولدتني"؛ كان حسين البرغوثي مستغرقاً في بحث طبيعة تلك الشرور تحت سطح كتّاب آخرين في كتابه/بحثه الفلسفيّ "سقوط الجدار السابع" الصادر عام ١٩٨١، (وعام ٢٠١٨ بطبعة جديدة عن الدار الأهلية في عمّان). يمكن الادّعاء أنّ ما بحثَهُ حُسين في نفسه في كلّ من "الضوء الأزرق"، و"سأكون تحت اللوز" (٢٠٠٤)، كان قد بحثهُ من قبل في عوالم أدبيّة أخرى، وكان بحثاً في مفهومه الرئيسيّ الذي يستندُ إليه في "سقوط الجدار السابع"، وهو "السبب الرئيسيّ"؛ أي نقطة الارتكاز الأرخميديّة التي يستندُ إليها الفرد في النّظر إلى نفسهِ وإلى موقع نفسه في العالم. كان حُسين يشعرُ بمرارة اللاتطابق بين عالمه الداخليّ والخارجيّ، بين ذاته كما كان يعتقد أنّها يجب أن تكون وبين الخارج؛ بين فهمه للحياة وعدم قدرته على عيشها كما يفهمها، قبل أن يجد سلامه النهائيّ تحت شجرة اللوز.
يستندُ الكتاب إلى مفهوم "السبب الرئيسيّ" كمفهوم شارح لمعضلة الصراع النفسيّ في الأدب حديثاً وقديماً، فغياب أو تأزّم السبب الرئيسيّ يعني الدّفع بالشخصيّة الأدبيّة أو الإنسانيّة إلى عالمٍ من الفوضى النفسيّة أو عالمٍ من الانسجام النفسيّ في حالة انسجام الفرد مع سببه الرئيسيّ. ينشأ الصّراع النفسيّ في الأدب كما يعتقد حسين عن التناقض بين العالم الداخليّ بحاجاته ومواضيع هذه الحاجات في العالم الخارجيّ. فالحياة ليست إلّا عملية بحث عن حلّ لهذ االتناقض، محاولة بحث عن تحقيق التطابق بين حاجةٍ داخليّة وموضوعها في العالم الخارجيّ. ويكون فهم الحياة، أي معرفة الذات لماهيّة الحياة، لسببها الرئيسيّ في الحياة، أرقى أشكال التعبير عن حاجات الفرد الداخليّة. بينما عيشها هو محاولة المطابقة بين الحاجات الداخليّة والعالم الخارجيّ لتحقيق "الكلّية"؛ أي انسجام الفرد مع نفسه، مع الآخر ومع الطبيعة.
من هنا ينشأ الصراع النفسيّ كشكلٍ من أشكال الشقاء الحادّة نتيجة لعدم قدرة الفرد على تحقيق الكلّية، ما يعني فقدان الذّات. ومن هنا يكون "سقوط الجدار السابع"، بحثاً في الشقاء، وفي انعدام الكلّية. وستركّز هذه المقالة على معالجة الكتاب لكلّ من الفيلسوف الروسيّ "سكوفورودا"، المتنبّي، وشخصيّة هاملت لشيكسبير، وأخيراً لأدب الروائيّ الروسيّ دوستويفسكي.
يمثّل "سكوفورودا" طريقة "التخلّي عن العالم الخارجيّ" للوصول إلى السعادة المطلقة وحالة الكلّية، إمّا من خلال الانسجام مع قوّة كونية عُليا كالصوفيين والبوذيين، أو خداع الذات كما فعل "سكوفورودا"، الذي قرّر أن يغيّر فهمه للحياة بعد محاولة تغييرها كي يعيش بسعادة.
في واقع روسيا المتخلّف الأرستقراطيّ، أدرك "سكوفورودا" أنّ عليه بدلاً من البقاء متألّماً لعدم قدرته على العيش كما يرغب، أن يشكر الله "الذي جعل كلّ ما هو ضروريّ سهل المنال، وجعل كلّ ما هو صعب المنال غير ضروريّ". أي أنّه رأى في القناعة الدينيّة طريق السعادة من خلال تنازله عن رغباته وخداع نفسه وإجبارها على الاعتقاد أنّ الأشياء الضروريّة والتي هي في متناوله هي الأشياء التي يرغبُ فيها حقاً. ذلك يعني أنّه مهما تغيّرت الظروف فلن تجلب إليه إلّا أشكالاً مختلفة من السعادة، لكنّ البرغوثي يعتقد أنّ سعادته هي "زائفة"، و"ليست إلّا شقاءً مقنّعاً لأنها تقوم على التنازل عن رغباته إن كان تحقيقها صعباً"(ص.٣٣).
تخلّى "سكوفورودا" إذاً عن العالم الخارجيّ، ومثله، حاول الصوفيُّون والهنود القدماء تحقيق الكلّية بواسطة الانسحاب من العالم الخارجيّ إلى داخلهم؛ فتوحّد الصوفيُّون مع قوّة كونيّة أعلى، وتخلّى البوذيُّون عن العالم الخارجيّ الذي لا يجلبُ غير الشقاء. لكنّ هناك من اختار الصّدام مع العالم الخارجيّ، وكانت المعاناة من نصيبهم؛ المعاناة التي "هي شكل من أشكال الشقاء، من أشكال انعدام الكلّية"، النّاشئ عن انعدام إمكانيّة تحقيق التطابق بين العالم الداخليّ والخارجيّ في واقعٍ معيّن، "فلا الحياة تسمح للفرد بأن يعيشها ولا الفرد يريد التنازل عن أيّ جزء منها".
تنشأ المعاناة عن السّعي وراء إشباع حاجة جوهريّة في ظلّ فشلِ الفرد المتواصل في تحقيقها؛ وللمعاناة شكلان، أوّلاً، منذ أن كان لكلّ فردٍ تصوّر معيّن عن نفسه كما هي عليه في الواقع وآخر عن كيف يجب أن تكون، أي الأنا الواقعيّة، والأنا المثاليّة، ينشأ شكل المعاناة الأوّل عن التناقض التناحريّ بين شقيّ فكرة الذات الذي يشلّ قدرة الفرد على تحقيق الكلّية بين الفرد ونفسه. أمّا الشكل الثاني فيكمن في التناقض التناحريّ داخل "فكرة الغير" التي تتكوّن من شقّين؛ الغير كما هو والغيرُ كما يجب أن يكون. والغير يعني كلّ ما يقع خارج الفرد، فإن كان الغير واقعاً اقتصادياً فقيراً، ولَّدَ في الذات عقدة نقصٍ لكونِ خارجها ليس كما ينبغي به أن يكون. وعقدة النقص تمثّل انفصالاً عميقاً بين الأنا الواقعية والمثالية، بين الغير الذي لو كان كما يجب أن يكون لكان من الممكن للأنا المثالية أن تكون كما يجب أن تكون، وبين الغير الذي كما هو ويشلّ قدرة الأنا المثالية على الكينونة، ويُجبرها على "القناعية"، المساومة والتلوُّث بالواقع لغاية الوصول إلى وضعيّة تتمكن فيها من أن تكون أخيراً كما تريد.
يُعدُّ المتنبّي مثالاً على الذّات المتمزّقة بين تصوّرها عن نفسها وواقعها؛ فالصّراع عند المتنبّي ينشأ من فشله المتواصل في أن يعيش كما يتصوّر أنّه يجب أن يعيش، ولكن ومنذ أن كان السبب الرئيسيّ عند المتنبّي هو ذاته التي يعبدُها ويُقدِّرها فوق كلّ شيء آخر، فاصطدامه بواقعها الاجتماعيّ يؤدّي به إلى تأكيدٍ مبالغٍ فيه لنفسه، وذلك ما يسمّيه حسين بالمُكابرة؛ أي عدم الاعتراف بوجود هوة عميقة بين واقع الشخص وتخيّلاته عن نفسه. وتشكّل المكابرة آليّة نفسية جديدة تعبِّرُ عن الفخر بالذات؛ فمعاناة المتنبّي هي معاناة فرد يدافع عن نفسه، التي يقدّرها فوق كلّ شيء آخر، حتّى اللحظة الأخيرة في "حياة صعبة ولكنّها الحياة الوحيدة كما تقول أغنية أمريكية، وهو لا يريد خسارتها مهما كلّف الثمن". وذلك ما يجعلُ من حياته جحيماً دائماً، كان يمكنُ أن يودي به إلى الجنون لولا حيازته لمنفذٍ نفسيّ لتفريغ شحناته النفسيّة المتأزّمة وهو الشّعر. لكنّ المُتنبّي الذي اضطُّرَ إلى العيش تحت وطأة أناه "القناعيّة" المادِحة للأمراء، المُتسوِّلة، المُتحايلة والانتهازيّة؛ رغم هذا كلّه، كان لا يزال متمسّكاً بالأمل وبقوّة. بأمل الخلاص من المعاناة ماضياً وحاضراً، والخلاص من القناعيّة وحالة الانشطار التي هو عليها بين ما يتخيّله عن نفسه ولا يستطيع أن يكونه وبين ما هو مُضطَّرٌ لأن يكون عليه في الواقع (ص.١٠٣-١٠٢).
غياب السّبب الرئيسيّ عند هاملت ودوستويفسكي
بعد الإيمان بسبب رئيسيّ كونيّ كالله أو البراهمانا، أو اجتماعيّ كالقبيلة، أو ذاتيّ كالذّات وعبادتها، أو عُموميّ كالشيوعيّة أو الإنسانيّة، ينتقلُ حسين إلى مرحلة أخرى في الأدب اتّسمَت بعدم الإيمان الثابت بأيّ سبب رئيسيّ والتي يصفُها بمرحلة "التمزّق النفسيّ الحاد". مرحلة كان الشقاء فيها يواصل تقدمه وانعدام الكليّة تواصل زحفها في مرحلة جسّدَتها مأساة هاملت لوليم شيكسبير.
كانت مأساة هاملت الشكليّة هي في عدم قدرته على الإتيان بفعلٍ حقيقيّ بعدما قتل عمّه والده وتزوّج أمه واستولى على العرش. لكنّ مأساته الحقيقيّة كانت أنّ هاملت لم يكن يؤمن إيماناً ثابتاً بأيّ شيءٍ ولا حتّى بنفسه. فالسبب الرئيسيّ غير ثابتٍ مطلقاً، ونتيجة ذلك تكون على لسان هاملت:"البقاء أم الموت؟ هذا هو السؤال!"(ص.١٣٣).
نصفُ مؤمنٍ ونصفُ ملحد؛ متردّد في قتل نفسه، في قتل عمّه، ويرى العبثيّة في كلّ شيء، عبثٌ أن يفعلَ شيئاً، وعبثٌ ألَّا يفعل شيئاً، يقفُ متردداً بين هذا وذاك، غير قادر على عيش الحياة أو تحقيق الكلّية، غير قادر على خداع نفسه لأنّ عقله يرفض الإيمان بأيّ شيء بعد الموت. شكّ دائم، احتقارٌ للذات واحتقار للآخرين؛ تلك هي دورة أفكار هاملت اليوميّة، وتنبع عدم قدرته على إنهاء صراعه النفسيّ الداخليّ من عدم قدرته على اتخاذ قرارٍ للإتيان بفعلٍ حقيقيّ وهو ما يَعودُ إلى افتقاره لسبب رئيسيّ يستندُ إليه في تفكيره بنفسه وبالعالم.
لا يمكن للسبب الرئيسيّ في نظر حسين إلّا أن ينتَمي إلى شيءٍ من ثلاثة؛ سبب ميتافيزيقيّ يتجاوز الطبيعة كالإيمان بالله أو كائنٍ أعلى، أو سبب طبيعيّ كالإيمان بالنار أو الطوطم أو الطبيعة، أو سبباً اجتماعياً كالإيمان بالشوعيّة، المال أو الذات. إلّا أنّ هاملت لم يؤمن بأيّ قوّة ميتافيزيقيّة، وإدراكه لقذارة الإنسان وقبحه منعه من الإيمان بأيّ سبب رئيسيّ اجتماعيّ، وفي ظلّ غياب الإله وغياب المعنى، كان هاملت يشعرُ بالغرابة، بالسقوط في كون واسع يستحوذُ عليه الشعور بالعبث وانعدام المعنى.
هنا يظهر العبث على مسرح شيكسبير، فلا شيء يعني شيئاً على الأرض، لا الإنسان ولا الطبيعة، ومنذ أن كان الإنسان لا يعني شيئاً، فلم يكن ممكناً له أن يكون سبباً رئيسياً لهاملت، بل كان النقيض من ذلك. فقد اختبر هاملت انحطاط الإنسان وجانبه المظلم عندما شعَرَ أنّه يعيش في بيئة ملوّثة وقذرة، بيئة مليئة بالمكائد والقبح البشريّ المتمازجِ بأقنعة عواطفٍ نبيلة. هناك شعَرَ هاملت أنّه هو الآخر كان مُلوّثاً ببيئته، وامتدّت إليه طِباع الآخرين، فلم يكن حتّى قادراً على الإيمان بنفسه كسبب رئيسيّ يستند إليه. وفي حالة تأزّمٍ نفسيّة كتلك التي عاشها كان لا بدّ من مخرجٍ أو آليّة نفسيّة لتفريغ الشحنات الداخليّة المتأزّمة في موضوعٍ خارجيّ. كان للمعرّي والمتنبّي الشعر منفذاً لأناهم المثاليّة، لكنّ هاملت لم يكن شاعراً وذلك ما صعَّدَ أزمته النفسيّة إلى الدّرجة التي لم يعد فيها قادراً على التّفكير المنطقيّ، إلى حالة "اختلال العلاقة بين العالم الحقيقيّ والعالم الخياليّ"، ما دفع بهِ إلى نوعٍ من أنواع المرض النفسيّ الذي طبع أدب القرن التاسع عشر والعشرين كما في أدب دوستويفسكي.
كلّ شخصيّات دوستويفسكي هي هُوَ؛ "فدوستويفسكي نفسه ليس بشراً، بل مستشفى من الأمراض النفسيّة، ومكتبة من الفلاسفة وسرباً من الأنبياء المتديّنين، وقطيعاً من المجرمين، وحفنة من الأنبياء الاجتماعيين، ولكن متّحدين في شخصٍ واحد"(ص.١٩٤). والمرحلة التي يمثّلها دوستويفسكي هي مرحلة انهيار الذات على نفسها، و"هنا يصبح البحث عن الذات هو المهمّة الحقيقيّة". في هذه المرحلة يفقد الفرد الكلية مع الطبيعة، مع نفسه ومع المجتمع ويصبح الشقاء كاملاً، ولا طائل من وراء البحث عن الذات في المجتمع أو الطبيعة، ويكونُ انسحابُ الفرد إلى عالمه الداخليّ، إلى ذاته الممزقة، محاولة أخيرة ويائسة لترميم نفسه وتحقيق الكلّية.
لا تملك شخصيّات دوستويفسكي أيّ نقطة "ارتكاز أرخميديّة"، أي، سبباً رئيساً، فهي كما يقول كما يقول الناقد جورج لوكاتش:"هم أناس متوحّدون، أناس يعتمدون على أنفسهم اعتماداً كاملاً في معرفتهم للحياة ولمحيطهم، أناس يحيون بعمق وبحدّة داخل نفوسهم بحيث تظلّ أرواح الآخرين عندهم أرضاً مجهولة للأبد"(150).
يأخذُ حسين بطل رواية "مذكرات من العالم السُّفليّ"، مثالاً لتلك الشخصيّة الدوستويفسكيّة المتوحّدة؛ "إنّه مختلف وغريب عن هذا العالم، وكلّما تعمّق إدراكه لذاته زاد رفضه لها، وازداد أيضاً شعوره بفقدان هويّته وفراغه الداخليّة، لكنّه لا يستطيع أن يغيّر نفسه، لماذا؟ "لأنّه لا يوجد ما أتغيّرُ إليه""(ص.١٦٣). لا هو يستطيع أن يكون هو ولا يستطيع أن يتغيّر إلى شيءٍ لأنّ ليس ثمّة من شيءٍ يكونه بدلاً من نفسه. مع ذلك فإنّ ما يريده هو أن يحقّق الأصالة الذاتيّة، أن يكون ذاتاً أصيلة، وربّما يكون مفهوم الأصالة الذاتيّة، مفهوماً شارحاً لمفهوم السبب الرئيسيّ؛ أيّ أن يكون الإنسان ما يريدُ أن يكونه، لأنّه يستطيع أن يكون ذلك الشّيء، لأنّه حرٌّ بالأساس ليكون أيّ شيء. تماماً كما يصفُ بطل المذكّرات رغبته في "أن يحيا وفق إرادته الخاصّة". لكنّ الحريّة بإمكانها أن تكون مرعبة عندما لا يستطيع الإنسان معرفة ما يفعلُ بها؛ "الحرية المرعبة ليست حرية حقيقيّة"، كما يكتب حسين، لأنها تستحوذُ على الفرد وتُصبحُ وجهاً آخر للعبودية وتولِّدُ فيه قلقاً، وانعداماً للثقة بالنّفس واحتقاراً للذّات. تلك هاوية شخصيّات دوستويفسكي التي تحيا في عوالم نفسيّة مُضطَّربة؛ راسكلنيكوف قتل المرابية بحثاً عن الكلّية، ومن الكلّية بحثاً عن الحقيقة الأخلاقيّة، وإيفان كارامازوف مجرم بحقيقته الأخلاقيّة التي تبيح كلّ شيء:"إذا لم يكن هناك إله، فكلّ شيء مباح"، والرّجل المضحك حاول ارتكاب جريمة فتقل نفسه؛ لكنّ عقل إيفان العميق ليس سبباً رئيسياً يستندُ إليه، بل أداة لتحطيم السّبب الرئيسيّ، كذلك جريمة راسكلنيكوف؛ كلّهم شخصيّات عائمة في كونٍ واسعٍ إلى جانب هاملت، يقفون بتردّد وهم يُحدِّقون في انعدام المعنى وغياب التّفسير. التردّد الذي ربّما رافق حسين في تنقّله بين قريته كوبر، وبلدة بيرزيت، إلى لبنان، هنغاريا وسياتل، قبل أن يتمكّن قبل النهاية بقليل من إيجاد سببه الرئيسيّ تحت شجرة اللوز.