"أيام فلسطين السينمائية" يحضّر لافتتاح دورته السابعة هذا الشهر

2020-10-06 01:00:00

وكان لا بد لنا من تلبية تعطش الكثيرين لمشاهدة أفلام ذات قيمة فنية لا توفرها المنصات الأخرى وكذلك إعطاء المساحة للأفلام الفنية والمستقلة للوصول إلى الجمهور الفلسطيني الذي أثبت في دورات المهرجان السابقة أن لديه ذائقة فنية رفيعة وتواقة لتجارب سينمائية بديلة وفريدة

تعكف مؤسسة فيلم لاب فلسطين على وضع اللمسات الأخيرة لإطلاق الدورة السابعة لمهرجان "أيام فلسطين السينمائية" الدولي والذي سينطلق الشهر الحالي تشرين الأول/ أكتوبر في 20 ويستمر لغاية 26 من الشهر عينه، وذلك على الرغم من الوضع الاستثائي الذي تمر به البلاد جراء تفشي وباء فيروس كورونا - كوفيد-19، مؤكدةً على أن المهرجان سيقام بدورة استثنائية بما يتلائم وإجراءات الجهات الحكومية الفلسطينية ومع مراعاة الشروط والمعايير الصحية والوقائية لضمان سلامة الجمهور، وبالشراكة مع بلدية رام الله.

ونظرًا للظروف التي يفرضها فيروس كورونا - كوفيد-19، أعلنت إدارة المهرجان أن الدورة السابعة ستكون استثنائية تقتصر على برنامج مصغر يشمل عدداً محدوداً من عروض الأفلام العالمية والعربية والمحلية، والتي سيتم عرضها في أماكن مختلفة في كل من العاصمة القدس ورام الله وبيت لحم وغزة ومدينة حيفا، كما وستشمل بعض العروض الخارجية التي توفر حاجة التباعد الاجتماعي من خلال عرض الأفلام في الأماكن العامة والمفتوحة. أما فيما يتعلق بمسابقة "طائر الشمس الفلسطيني" فقد تم الغاء المسابقة عن فئتي الأفلام السينمائية القصيرة والأفلام الوثائقية الطويلة. وفيما يعاني القطاع الثقافي بشكل عام والسينمائي بشكل خاص من شح الميزانيات والتمويل اكثر من أي وقت مضى بسبب جائحة كورونا، إلا أن إدارة المهرجان أصرت على الاستمرار بالمسابقة عن فئة الإنتاج، هذه الفئة والتي تهدف الى تشجيع صناعة الأفلام الفلسطينية أو الأفلام عن فلسطين، وخصصت جائزة قيمتها عشرة آلاف دولار، حيث يتنافس هذا العام أكثر من ١٠ مشاريع من فئة الروائي القصير على هذه المسابقة لصانعات وصناع أفلام من فلسطين والشتات.

عن الدورة السابعة صرحت المخرجة ليلى عباس، مديرة برمجة المهرجان "لقد حصل تغير ملحوظ خلال العام الحالي على أساليب مشاهدة الأفلام لدى الجمهور محليا وعالميا إذ أصبحت الكثير من الأفلام متاحة للجمهور في بيوتهم، كما وشهد هذا العام أيضا استحواذ شركات "الفيديو حسب الطلب" العملاقة مثل نيتفليكس على إنتاجات حديثة لم تأخذ فرصتها في عروض المهرجانات وعروض دور السينما. وفي خضم ذلك كله، تعمق إيماننا الراسخ منذ انطلاق أيام فلسطين السينمائية أنه لا يمكن أن يحل أي شي مكان عروض الأفلام الحية حيث تلتحم التجربة الإنسانية والسينمائية. وكان لا بد لنا من تلبية تعطش الكثيرين لمشاهدة أفلام ذات قيمة فنية لا توفرها المنصات الأخرى وكذلك إعطاء المساحة للأفلام الفنية والمستقلة للوصول إلى الجمهور الفلسطيني الذي أثبت في دورات المهرجان السابقة أن لديه ذائقة فنية رفيعة وتواقة لتجارب سينمائية بديلة وفريدة. في هذه الدورة، كان اختيارنا للأفلام نابعا من رغبتنا في أن تروي هذه الأفلام قصصا عن الإنسان أينما كان، قصص تحمل في طياتها الأمل والألم معا، لكنها كفيلة بتعزيز الانتماء للروح الإنسانية الواحدة وتعزيز مركزية الثقافة وأهمية الفن العابر لكل حدود الجغرافيا والسياسة والأوبئة."  

وأضافت: " تتميز هذه الدورة بشراكات جديدة مثل تعاون مهرجان أيام فلسطين السينمائية مع أحد أهم المهرجانات الدولية للأفلام القصيرة وهو مهرجان كليرمونت فيراند - Clermont Ferrand حيث سيتم عرض الأفلام القصيرة التي حازت على أهم جوائز دورة عام ٢٠٢٠ من هذا المهرجان."

كما وسيشمل المهرجان في دورته المقبلة "ملتقى صنّاع السينما" بصيغة تتلائم مع الوضع الاستثنائي في ظل الوباء، حيث سيعقد الملتقى على مدار يومين في الفترة ما بين 21 و 22 تشرين الأول\ أكتوبر، من خلال التطبيقات والبرامج المتاحة عبر الإنترنت. بهذا الخصوص علّق مدير الملتقى المخرج مؤيد عليّان قائلاً "سعيدون جدًا بتنظيم لقائيين "ماستر كلاس" مع كلٍ من المخرج الفلسطيني العالمي إيليا سليمان والمخرج البريطاني الشهير كين لوتش". وأضاف "نعمل جاهدين على موائمة الملتقى مع الوضع الحالي، ولكننا وعلى الرغم من المعيقات التي يفرضها الوباء، إلا أننا نرى الأمور من منظور إيجابي ونرى أمامنا فرصة كبيرة متاحة للوصول إلى جمهور أوسع خارج حدود فلسطين، خاصة جمهورنا الفلسطيني في الداخل والشتات من خلال التقنيات التكنولوجية التي سنعتمدها". وتابع "على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه الملتقى على مدار الدورات الماضية في استقطاب العشرات من مخضرمي صناعة السينما الدوليين والعرب والمحليين، وتشبيك بعض المخرجين بسوق الإنتاج العالمي حيث ظهرت نتائج هذا التشبيك في بعض الأعمال الروائية والوثائقية التي أنتجت لاحقًا، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته حالا دون وصول الكثير من صنّاع السينما وخاصة العرب والفلسطينيين. هذا العام بإمكاننا التغلب على هذه العقبة من خلال فتح المجال للمشاركين من كافة أنحاء العالم وخاصة من العالم العربي للمشاركة بالملتقى من خلال تقنيات الانترنت". 

وتحث مؤسسة "فيلم لاب - فلسطين" الجمهور كافةً على متابعة آخر مستجدات المهرجان من خلال زيارة موقعها الالكتروني وكذلك من خلال زيارة ومتابعة الصفحات الخاصة بالمهرجان على الفيسبوك والانستاغرام.

تجدر الإشارة إلى أن "فيلم لاب - فلسطين" تأسست عام 2014 كمؤسسة غير ربحية، تقوم رؤيتها على صناعة إنتاجية وديناميكية للأفلام في فلسطين عن طريق توفير فضاء مثالي للجمع بين صناع السينما بهدف التحفيز على التعلم، و تبادل الخبرات، وتشكيل مصدر إلهام لبعضهم البعض، بالإضافة إلى إنتاج أفلام فنية، من خلال عرض مخزون متنوع من الأفلام للجماهير. كما يأتي مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" ضمن الخطة الاستراتيجية للمؤسسة والتي تقع تحت بند تنمية الثقافة السينمائية، والهدف منها إعادة إحياء الثقافة السينمائية في فلسطين واستقطاب أكبر عدد من المشاهدين للأفلام المستقلة.