مؤيد الزابطية: الربيع الليبي لم يقلص من الخطوط الحمراء

2018-07-10 14:00:00

مؤيد الزابطية: الربيع الليبي لم يقلص من الخطوط الحمراء
من الفيلم

وأشار الزابطية إلى تغير نظرة المجتمع للفن. فالعمل الجيد يفرض احترام الشارع له. هنالك العديد من الفنانات لهن تقدير كبير في المجتمع الليبي، كمثال الفنانة بسمة الأطرش.    

انتهى المخرج الليبي مؤيد الزابطية من تصوير فيلم «إيمان»، الذي كان يحضّر له منذ أكثر من خمس سنوات. وبحسب الزابطية هدف الفيلم الأساسي هو أن يوضح للعالم حقيقية الدين الإسلامي والتي اختزلت في ذاكرة الآخر في صورة الملتحي والإرهاب. الكثير ممن يحمل فكر إرهابي ليس ملتحياً وليس له علاقة بالدين الاسلامي، التطرف والإرهاب ليس نتاج الدين بقدر ما هو سلوك ناتج عن عوامل مختلفة.

الفيلم من بطولة واصف الخويلدي ومحمد عثمان ووهيب خالد ومنيرة بوروين وصالح قراد، تدور أحداثه في بلد يعيش إضطرابات سياسية وأمنية وتسيطر عليه إيديولوجيات وأفكار مختلفة في غياب شبه كامل للقوانين والقليل من الأعراف والقوانين الوضعية، يعيش أربعة أشقاء مع أب قاس وصعب المراس، ورغم أن والد الأشقاء الأربعة كان إمام مسجد إلا أن التربية الدينية للأخوة اختلفت نتيجة تضارب الأفكار المنوطة بمصالحهم كما هي مصالح أصحاب المجموعات المسلحة التي تدير الدولة والتي يعمل فيها محمود وعلاء وسند، بينما يعيش جمال، الشقيق الأكبر، بعيداً عن كل تلك الصرعات المسلحة، فهو فنان يعمل في مسرح صغير في المدينة ولكن ما لبث أن أصبح جزءاً من ذالك الصراع رغم فراره من أسرته وتوجهه نحو شرق البلاد منذ الطفولة.

فيلمه السابق، «الإمارة»، والذي هو مزيج من الواقعية والرمزية مع تقنية عالية في التصوير، صُنّف ضمن فئة أفلام الرعب عند عرضه في عدد من المهرجانات؟ أفاد ضيفنا: أحداث الثورة الليبية انعكست بلا شك على حالة الفن الليبي، العنف والقتل والدماء للأسف هي اللغة السائدة عند أغلب الفنانين نتيجة ما نشاهده اليوم من أحداث على أرض الواقع، الفنان يعكس بفنه ما يحدث في مجتمعه، قد يكون فيلم «الإمارة» مبالِغاً في مشاهد العنف ولكنه أبداً لم يكن بعيداً عن واقعنا. الحقيقة تقول أن جزءاً كبيراً من حياة المواطن الليبي أشبه بفيلم رعب، وأضاف:" احترام الإنسان ونشر كل ما له علاقة بقيم المحبة هي الهدف الرئيسي لأعمالي الفنية منذ انطلاق مسلسل «ليبيات» وحتى فيلم «إيمان»، لا بد للإنسان الليبي، أياً كانت توجهاته، أن يُحترم من قبل الجميع وتكون كرامته مصانه وفق القيم الإنسانية التي أجمعت عليها كل الأديان السماوية".

إذا كانت دور السينما في ليبيا مقفلة بسبب التطرف الديني والمجتمعي. فكيف يكون للفن تأثير؟ وهنا قال: نعم السينما غير موجودة حالياً في بلدنا ليس بسبب العامل الديني، فأغلب الناس تشاهد أعمالاً فنية مختلفة على التلفاز وثقافة مجتمعنا أقرب للوسطية وهي تتقبل الفن عموماً وفق ضوابط اجتماعية ليس لها علاقة بالدين بقدر ما هي ثقافة ورثها المجتمع عبر الأجيال المختلفة، أعتقد أن إقفال دور السينما ناتج عن عدم دعم مؤسسات الدولة لتلك الثقافة منذ زمن بعيد.
 

ما أُنتج من أفلام سينمائية ليبية كـ «الشظية» و«معزوفة المطر» وغيرها يُعد على أصابع اليد الواحدة، واليوم مع محاولات الجيل الجديد، هل يمكن القول أن السينما الليبية في تقدم؟ كان رده: لا يوجد أي تقدم، في القرن الماضي كانت هنالك مؤسسة للسينما تتلقى دعماً كبيراً من الدولة، اليوم غابت المؤسسة والدولة وأصبحنا للأسف نشاهد أعمالاً لا تنطبق عليها شروط السينما الفعلية، هنالك من يعتقد أنه لو قام بتصوير مشاهد فنية في دقائق وصمم بداية ونهاية لتلك المشاهد قد أنتج فيلماً سينمائياً وهذا غير صحيح، فالسينما تعتمد على معايير وأبجديات تقنية وفنية مكلفة جداً وأغلبنا بعيدون جداً عن تلك التقنية.

وأشار الزابطية إلى تغير نظرة المجتمع للفن. فالعمل الجيد يفرض احترام الشارع له. هنالك العديد من الفنانات لهن تقدير كبير في المجتمع الليبي، كمثال الفنانة بسمة الأطرش.    

وقال المخرج مؤيد الزابطية: بعد الربيع العربي الليبي لم تتقلص الخطوط الحمراء. بل أصبح الأمر أكثر تعقيداً، قبل الثورة كان من السهل جداً معرفة نوع المحظورات، اليوم اختلط الحابل بالنابل. في لحظة قد تعتقد أنك بعيد عن تلك المحظورات ولكن قد تمس أحدها دون قصد ويقع لك ما لم يحمد عقباه، تلك الأشياء منعتنا من عرض فيلم «الإمارة» في ليبيا حتى الآن تخوفاً من الخطوط الحمراء المعقدة، ولكننا بلا شك قيد دراسة تجهيز عرضه قريباً.
 

من الفيلم