في الظل:

الروائيون الجزائريون الشباب... على خطى بن هدوقة ووطّار

2022-03-26 10:00:00

الروائيون الجزائريون الشباب... على خطى بن هدوقة ووطّار

وعلى نهج الآباء المؤسسين، لا يزال الكتّاب الجزائريون الشبّان يقدمون رواياتهم، ويواصلون طرح رؤاهم الفنية في نصوص قوية ومحكمة. وتخصص "رمّان" هذه المساحة، لتقديم شهادات لأبرز الأصوات الروائية الشابة في الجزائر.

يمكن تقسيم الرواية الجزائرية إلى ثلاثة مسارات: الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية، والرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية، والرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الأمازيغية.

وربما تكون الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية سابقة للفرعين الآخرين، لا سيما وأن الجزائريين الذين استخدموا الفرنسية لتقديم إبداعهم، قد وجدوا تقاليد راسخة وتراثًا فنيًا كبيرًا جاهزًا استطاعوا هضمه ومن ثم البناء عليه وتطويره لتقديم أدبهم. فنشر كاتب ياسين (1929 – 1989) روايته "نجمة" في 1956، أما رواية "القلقون" لآسيا جبار (1936 – 2015) فجرى نشرها العام 1958، وفي 1962 تم نشر رواية "من الذي يذكر البحر" لمحمد ديب (1920 – 2003).

أما الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية، فتأخرت بعض الشيء عن عقد الخمسينات من القرن الماضي، وإن كانت إرهاصاتها الأولى قد بدأت في وقت مبكر نسبيًا بعدما نشر أحمد رضا حوحو (1910 – 1956) نصه الطويل "غادة أم القرى" في 1947، وهو النص الذي صنفه واسيني الأعرج باعتباره الرواية الجزائرية الأولى المكتوبة باللغة العربية. غير أن باحثين وكتّاب آخرين رفضوا منح "غادة أم القرى" صفة الرواية لافتقارها من وجهة نظرهم لبعض فنيات الرواية بوصفها "ملحمة الطبقة البرجوازية" بحسب لوكاتش.

وبحسب أمين الزاوي، فإن عقد السبعينات من القرن الماضي هو البداية الحقيقية للرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية، ويؤرخ الزاوي لتلك البداية بروايتي "ريح الجنوب" لعبد الحميد بن هدوقة (1925 – 1996) والمنشورة في 1971، و"اللاز" للطاهر وطار (1936 – 2010) والمنشورة في 1974. وبهذين النصين التأسيسيين، دارت عجلة الرواية العربية في الجزائر، وتعاقب الإنتاج، وراح جيل يسلّم الرواية للذي يليه، وصولًا إلى يومنا هذا الذي يشهد فيه المشهد السردي الجزائري فورة وحراكًا كبيرين.

فمن بعد بن هدوقة ووطار جاء ظهور واسيني الأعرج، ورشيد بوجدرة، وأحلام مستغانمي، والحبيب السائح، وأمين الزاوي، ومحمد ساري وربيعة جلطي، ومحمد مفلاح، وفضيلة الفاروق ثم تلاهم جيل آخر يمثله سمير قسيمي، وبشير مفتي، وعمارة لخوص، وسعيد خطيبي وإسماعيل يبرير، وهاجر قويدري، وعبدالرزاق بوكبة، وعبد الوهاب بن منصور، وكمال قرور، وفارس كبيش، وأحمد صديق الزيواني. ومن بعد هؤلاء جاءت دفعة أحدث من الأصوات الروائية الجزائرية يصعب إجمالها لكن يمكن ذكر أبرز الأسماء فيها وعلى رأسهم: عبد الوهاب العيساوي، وسارة النمس، وبومدين بلكبير، ورضوان رشدي...

وعلى نهج الآباء المؤسسين، لا يزال الكتّاب الجزائريون الشبّان يقدمون رواياتهم، ويواصلون طرح رؤاهم الفنية في نصوص قوية ومحكمة. وتخصص "رمّان" هذه المساحة، لتقديم شهادات لأبرز الأصوات الروائية الشابة في الجزائر.
 

"كما ينعتق قلب المؤمن الطيب بعد الصلاة"... سارة النمس

روائية جزائرية تقيم في مدينة وهران. من أعمالها: "الدخلاء"، "ماء وملح"، و"جيم" التي وصلت إلى القائمة الطويلة من الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر".

 لطالما وجدتُ شغفًا في الحديث عن الكتب كقارئة ووجدتُ ضيقًا في الحديث عن الكتابة وكتبي ككاتبة وذلك لسبب صادق وبسيط يتمثل في صعوبة الحديث عن الكتابة كهوية وممارسة وفعل حياة والحديث عن تفاصيل الكتابة وتطوراتها من حالة الفكرة الأولى والتأمل والتخيّل إلى حالة الانفعالات الاستثنائية التي يمر بها كل كاتب أثناء الكتابة وما يليه من مراجعة وجلد قاسٍ للذات والمخطوط ثم عرضه للنشر وتلقي الآراء فيه والانطباعات المختلفة، وكما قلت في لقاء أدبي منذ أيام، إنّ ممارسة الكتابة شيء والحديث عنها شيء آخر والأمر قد يماثل حالات كثيرة في الحياة، كممارسة الحب مثلًا، قد يشاهده إنسان ويقرأ عنه كثيرًا في الروايات والمجلات ولكن مهما شاهد ومهما قرأ تبقى حقيقة ممارسته مختلفة عمّا تلقاه وعرفه كفكرة. 

 بالنسبة لي، أنا ممتنة للمعلمة التي طلبت منّا أن نجلس مع أنفسنا وندوّن مشاعرنا على الورق، كان عمري لم يتجاوز العشر سنوات عندما بدأت بكتابة يومياتي، كلما أجد نفسي في ورطة أو أعيش مشكلة أو خطبًا في مشاعري، أكتب على الورقة ما أفكّر به وما أحسه ومنذ ذلك العمر المبكّر اكتشفتُ ماذا يعني أن تداوي نفسك بالكتابة، ووعيت كيف هي أنا قبل أن أكتب وكيف هي أنا بعد أن أكتب، لا أكون الإنسانة نفسها، أتخفّف من انفعالات كثيرة وأتحرّر من مزاج منتقلة إلى مزاج مختلف، كما ينعتق قلب المؤمن الطيب بعد الصلاة، إنّها حتى أكثر من ذلك وسأكرّر ما قاله كتّاب كثر قبلي، هي الفرصة الوحيدة ليعيش الإنسان من خلالها أكثر من حياة، إنّها تمنح الكاتب ذلك الترف المذهل في أن يعيش أكثر من حياة واحدة ويتقمّص عدة شخصيات ويسافر ويتنقل ويقابل الناس وهو جالس في مكانه، ويعيش قصص حب قد تكون أجمل في بعض الأحيان من قصص حب رديئة يعيشها في واقعه ويرتكبُ الجرائم الفظيعة بلا أدنى إحساس بالذنب. 

 بدأتُ الكتابة بالتعبير الكتابي في المدرسة ثم تدوين اليوميات، بعد ذلك انتقلتُ إلى القصص العاطفية القصيرة الساذجة في عمر المراهقة، حاولتُ كتابة الشعر وفشلت فشلاً ذريعًا وسرعان ما استسلمت لأنتقل إلى كتابة أول رواية "الحب بنكهة جزائرية"، التجربة العذراء الأولى التي حملت أفكارًا جيدة ولكنها كانت بحاجة إلى الخبرة والصياغة الجيدة ثم نشرتُ "الدخلاء" مع دار فضاءات وكانت التجربة الأولى في كتابة القصة وحينها مرة أخرى كانت لدي أفكار ولكنني لم أكن أحيط علمًا بفنيات القصة القصيرة، وكناقدة محايدة لنفسي أظنني احتلمت ككاتبة في عملي الثالث "ماء وملح"، بدا لي أنني عثرتُ أخيرًا على بصمتي الخاصة وتعلمتُ الكثير عن كيفية كتابة الرواية، لأنشر بعدها "جيم" التي كتبتُ مخطوطها الأول خلال شهرين فقط  سنة 2014 وقضيت خمس سنوات في إعادة كتابتها لأنشرها مع دار الآداب اللبنانية عام 2019 وبعدها نشرتُ قصص قصيرة قريبة لقلبي بعنوان "إبليس يطلب المغفرة" التي كتبتُها أثناء فترة حملي بصغيري أورهان، كانت فترة استثنائية وملهمة في حياتي وكنتُ أختبر حساسيةً مفرطة بسبب الهرمونات وأرى الكثير من الأحلام أثناء نومي والكثير من الغرباء. حاليًا ذهبت للكتابة في موضوع مختلف يتعلق بالفانتازيا، شيء من الفانتازيا الواقعية وأنا مستمتعة بهذه التجربة على أمل أن يشاركني القراء هذه المتعة قريبًا ويجدوا في الرواية ما يحبون قراءته. 
 

"الكتابة كومة صوف وسط بركة ماء"... حفيظ عمريو

روائي جزائري، من أعماله رواية "وسادة الموت".

من طبيعة الإنسان أنه يرغب في الخلود، ولأنه من المستحيل أن يكون خالدًا على هيئته -جسدًا وروحًا- فقد اندفع نحو ابتداع وسائل من شأنها أن تمنحه الخلود حين يبتلعه العدم، ولهذا ظهر الفنّ "كي يمنع عنّا الموت" بتعبير نيتشه. تعتبر الكتابة شكلًا من أشكال الفن، ولعلها أبرز أشكاله على الإطلاق، فالمسرح والسينما والغناء. جميعهم يولدون من رحم الكتابة، إذ لا يمكن أن يقف الممثل على خشبة المسرح دون نص، والأمر نفسه ينطبق على الممثل في السينما، والمغني وهلمّ جرّا. 

غير أن الكتابة ضمن صنف الرواية، برزت بشكل لافت، وتربعت على أصناف النصوص الأدبية المختلفة، وهنا نقصد (الشعر والقصة والمسرح ..)، وقد يرجع ذلك لقدرة استيعابها على تناول مراحل تاريخية ومكانية مختلفة، وأيضا تناولها لأحداث واقعة أو تخييلية ضمن متنها، ولذا تم تصنيفها على أساس موضوع متنها (رواية تاريخية، رواية بوليسية، رواية خيال علمي..). 

أؤمن بجدوى الكتابة، ما دامت لها غاية معينة، وما دام للكاتب ما يريد قوله للقارئ، فليس كل النّاس كتّابًا، لكنهم يستطيعون أن يكونوا قرّاءً متى أرادوا هم ذلك، وليس كل من يريد أن يكون كاتبًا يتحقق له ذلك، ما يحيلنا إلى معنى في عبارة للشاعر الألماني ريكله "إن كنت لا تستطيع الكتابة، فلا تكتب"، في إشارة إلى قداسة الكتابة ومسؤولية الكاتب. 

قد يقرر المرء أن يكون في المستقبل طبيبًا أو طيارًا أو صحفيًا، لكنه أبدًا لن يقرر أن يكون كاتبًا، وفي سياق الإجابة عن سؤال (لماذا نكتب؟) تقول الكاتبة الإنجليزية روزماري فريدمان: "لا أحد يقرر أن يصبح أديبًا أو كاتًبا، مثلما يقرر أن يصبح طبيبًا أو مهندسًا".  

ولو طُرح عليّ السؤال نفسه (لماذا تكتب؟)، فإجابتي ستكون كالآتي: أكتب لأني كأي إنسان أرغب في الخلود، وهنا أقصد الخلود في التاريخ، فكل إنسان يخشى أن يُنسى بعد موته، وأنا بدوري أخشى أن أُنسى، كذلك أكتب لأن لي قضيّة تقتضي مني الكتابة عنها، ومشاركتها مع الآخر، فما أكتبه ليس منفصلًا عنه. أكتب عن همّ الإنسان محاولًا قلب الحجارة بحثًا عن الإجابة التي يتعطّش إليها قلقي وحيرتي، فلكل منا سؤال يشغله ويقلقه ويبعث الحيرة في نفسه، لكن ليس جميعنا نستطيع صياغة سؤال قلقنا والكتابة عنه، ومع ذلك أحاول جاهدًا أن أفعل، فالكتابة فعل مرهق، كأنها كومة صوف في وسط بركة ماء، لن ترتوي حتى تجف البركة. 

لقد أيقنت بمدى عظمة فعل الكتابة مذ بدأت في كتابة رواية "وسادة الموت" التي صدرت عن دار ميم للنشر عام 2019، من خلالها أدركت مدى صعوبة ترجمة الفكرة المجرّدة في الذهن وكتابتها على الورق، خاصة إن كانت فكرة النص عبارة عن إشكالية اقترنت بوجود الإنسان، ما يعني أنه قد تم التعرض لها وطرحها عبر التاريخ، وتجد نفسك تحاول طرحها من زاويتك الخاصة وخلفيتك المعرفية التي اكتسبتها من تجاربك ومن تخصّصك الدراسي، وبما أن تخصصي الدراسي هو الفلسفة، فقد حاولت قدر ما استطعت توضيح رؤيتي للقضية التي تناولتها في المتن الروائي. 

أعتقد أن الكاتب الجيد هو بالضرورة قارئ جيد، لكن ليس كل قارئ جيد هو بالضرورة كاتب، لذا أؤمن بأن القراءة فعل ملازم للكتابة، فلا يمكن أن تكتب عن قضية ما وأنت جاهل بما كتبه عنها الآخرون الذين سبقوك. في الختام، أكرر ما قلته في البداية، الكتابة فعل مرهق وعظيم، من خلاله يسعى الإنسان للخلود بعد موته، إنها بطاقة نعلّقها في مِعلاق التاريخ، لنظل أحياء بعد مماتنا.
 

"الكتابة قدر.. تمامًا مثل اسمي"... مريم يوسفي

روائية جزائرية. نُشرت لها رواية "أبي الجبل" الفائزة بجائزة "علي معاشي".

من الغريب ربما أن فعل الكتابة لدي سبق السؤال عن جدوى الكتابة. الكتابة لأول مرة - مع صعوبة القبض على ما يسمى بالمرة الأولى- جاءت ببساطة ردود أفعال الأطفال، وسذاجة احتجاجهم على الجوع والتعب والضجر والثقل.. هكذا كتبت ابتداء بانسكاب طبيعي عفوي، وبتلقائية غير مدروسة ولا ممنهجة، ثم بعد ذلك بحميمية من وجد طريقة خاصة وغير مألوفة للتعبير عن الرفض. من الغريب أيضا أنني سعيتُ إلى مداراتها لكي لا أنأى بي عن الجموع من جهة، ولكي أظل على قيدها من جهة أخرى، دون أن أدري أن الأوان قد فات لقولبتي مع النموذج البسيط للكون مذ انفلت القلم وناب عني في كل لحظة تجلٍّ.

ثقل القلم في يدي مع تعاقب الأيام والنصوص جعلني أتوقف في لحظات كثيرة لأسأل عن جدوى ما أفعله، في محاولة يائسة لكبحه/ لدفعه دون أن أنتبه إلى أنني قد تلبست حالة الكتابة للحد الذي يجعل سؤالًا كهذا مُغرِضًا ودون معنى، مثل اسمي وعقيدتي كانت الكتابة قدرًا من العبث التفكر في جدواه بدل استثمار أدواته، ليس لبلوغ فائدة ما، إنما لتحقيق معناي كإنسان وامرأة بشكل خاص وملح.

هكذا تحول فشلي في الإجابة عن سؤال الجدوى إلى مضمار للقبض على خيال الكتابة الذي تلبسني، ورغم أن لحظة القبض جاءت متأخرة قليلًا حيث لم أنشر أول عمل لي إلا في أواخر عشرينياتي إلا أنني أفلحتُ أخيرًا في الكف عن اللهاث، بعدما رأيتُ كيف أن المعاني التي سكنتني طويلًا، وسممتني في العمق قد التقطها القراء مع انتماء حقيقي للألم الإنساني، وقاسموني أسئلتها المربكة، ومساحات الخوف واللهفة فيها. في تلك اللحظات الصغيرة/ الكبيرة/ المتشظية التي أتقاطع فيها مع قارئ ما أصاب نصي دهشته أشعر بمجد الكتابة.
 

"نغرز أظافرنا في الحروف والكلمات"... إلهام مزيود

روائية جزائرية من مدينة ميلة، صدرت لها رواية "قلب من طين".

لطالما تساءلت فيما لو كان مجتمعنا يقيم وزنًا للكتاب والكاتب، هل سيعد الجلوس إلى المكتب من أجل الكتابة إنجازًا وفخرًا للفرد ولهذا المجتمع؟ وهل بعد هذا ستكدّس الكتب فوق الرفوف وفي المخازن دون أن يرف جفن للجميع دون استثناء؟ 

إن الكاتب لينتشي بعجن الحروف بين يديه وتغمره اللذة وهو يرى الجمل والنصوص تصبح حيوات من أشخاصٍ وبيوتٍ مليئة بالحب والسكينة والأمل، ثم سيقفز هذا الكاتب من عالمه المثالي إلى عالم مبهم المعالم بمجرد أن يتحول نصه من مخطوط إلى كتاب.

ولربما اختلفت الصعوبات التي يواجهها الكاتب العربي الشاب، من بلد إلى آخر، سواء من حيث المنطقة، أو المستوى المعيشي أو الجنس، وهنا اسمح لي أن أسترسل فيما يخص جنس الكاتب أكثر:  فالمرأة الكاتبة ليست مثل الرجل، ولو تيسر لك أن تقرأ عكس ذلك على مئات صفحات الجرائد، ولو شاهدت تقاريرًا كثيرة عبر شاشات التلفزيون، تؤكد أن حالة الكتابة لدى المرأة والرجل سيان، وأن نجاح المرأة في الكتابة كان نتاج الدعم والبساط الفارسي الذي مدّ أمامها، فلا تصدق. الكاتبات ينجحن لأنهن قدمن عملًا مضاعفًا، وغرزن أظافرهن في الحروف والكلمات كي لا تسقط منهن، وفوق ذلك كله "أحببن صنعة الكتابة" حتى ولو لم يوفر لهن أحد ما، الإمكانيات المادية، أو على الأقل غرفة منفردة تغلق بمفتاح ولا يقربها غيرهن، كما أوصت من قبل فرجينيا وولف في كتابها "غرفة تخص المرء وحده". والحقيقة التي يجب أن تقال، أنه بالإضافة إلى العامّة من الناس الذين لا يحترمون الكاتب ولا يقدرون مهنة الكتابة، بل ويقللون من المرأة الكاتبة، معتقدين أنها تهمل بيتها وعائلتها من أجل وهم الكتابة، بل هنالك الكثير من المثقفين في العالم العربي، يعاملون النص النسائي وكأنه يعاني دائما من نقص، حتى أنهم يضعونه تحت مبضع نقد غير عادل، واصفين إياه في أغلب الأحيان بالهشاشة والضعف، فقط لأن كاتبه امرأة. 

في النهاية رغم القليل الذي ذكرت والكثير الذي لم يتسن لي الإلمام به، على الكاتب أن يؤمن بنفسه ، وأن لا يتوقف عند فعل الإيمان، و أن يجسده في العمل بجدية على إبراز قلمه، وأن يقرأ أكثر مما يكتب، في الأخير الأقلام التي تستحق أن تظهر، سيبرز نجمها عاجلًا أم آجلًا.