٢٤ بطاقة

2021-10-15 13:00:00

٢٤ بطاقة
2003 ,Carlo Maria Mariani, shipwreck

القاتل:

في قاع المدينة

ظلٌّ قصيرٌ يرتفع

ليُمسكَ بي.

ظلٌ أبيضُ في وجهٍ أبيض

يومَ خُلع الوجهُ عن رأسِ صاحبه

بدا دمٌ كالذي تلطّخت به قبعتي

يومَ كنتُ شاهداً على الانفجار الأخير.

***

في منزل محمد ناصر الدين:

أن تنام

واضعاً رأسك في كتابٍ

تأكد

أنّك استيقظت

ولا زال معلقاً بجسدك.

***

هروب:

متعكّزاً

على مدينةٍ ضخمةٍ من الدم

هارباً

من آخر صوتٍ بربريّ

رأيت وجهي

ما قيلَ عن أحلامي

هشّمتهُ مسافة الطريق.

***

تواتر أفكار شرّيرة:

في هذه المدينة

آخذ رأسي

وأضعه في عربةٍ عتيقة

وأتركها تكرجُ عن الدرج.

***

إيروتيكا:

الفراش

ليست حيث أستريحُ فقط

بل هي فمٌ

يجيدُ ابتلاعي

فيما يدخلُ البرغي بالعزقة.

***

ميادة بسيليس:

الله من يغنّي

وليس ذاك التلفون المشلوح كالبنطال فوق السرير

***

حرب 1:

ببطءٍ

سحبتُ آخر ورقةٍ في الكراس

تأمّلت خطوطها كثيراً

كثيراً

وضعتُ نقطةً عليها

ورميتها.

***

حرب 2:

أؤدي تحيّة للدخان

وأعزمه إلى الحفرة

التي تتسعُ بأياديها الضخمة

للحرب

وفيها أواري عليهما ريش البجع المقتول.

***

في جبل محسن:

أمشي بسرعةٍ

لكنّ وجهي يبقى سابقني

لا أشعر بذلك لكن ألج أقرب مقهى شعبي

***

إيروتيكا 2:

كمتمرّنٍ على تسلّقِ الوجوه

أسقطُ وتراني

أعلو وأحترق

***

تدوير:

أفكّر بالانتحار كقط

بالتسلّق كجثّة

بالنوم كسمكةٍ

بالإفاقة ككوالا

***

توحّدٌ ليلي:

شبحٌ سريعٌ

يلتقطه الفلاش في كاميرا التلفون

ليقول

إنّي بالقرب من مغارة الذئب

"خرج خلسة"...

قالت ذلك لمبات البلدية النائمة

والسيارات المركونة

تحتَ ظلّ الطريق.

***

حرب 3:

بقي الدم

وقد لعقته الحصى

ولم يلتفت

حتى للجثّة.

***

إيروتيكا 3:

أمرّ تحت شرفة جارتي

الجلدُ ما زال قابلاً للعرك:

أغنّي.

***

بطاقةٌ هويّة:

غريبٌ

مملوءٌ بالمدن.

***

حرب 4:

تمثال

يركضُ

حاملاً ثقوبه.

***

درس الفيزياء الممل:

منذ سقطت التفاحة

فوق رأس نيوتن

والفلاح الذي رآه

يلعن جدّه

الذي زرع الشجرة.

***

خطابُ القائد:

ممنوعٌ علينا الغناء

ممنوعةٌ علينا لعبة طرنيب

نتخطى فيها ال 32

ممنوعٌ علينا ال PUB

وقناني البيرة الرخيصة

ممنوعٌ علينا

في هذا الشتاء

إعطاء ظهورنا للتلفاز

وصدورنا للمدفأة.

***

تابوت الفراهيدي:

وطأةٌ خفيفةٌ

للحوافر

ترتفع على الرملِ ولا تتحرك

هل من ضرورةٍ

للمزيد من الأغاني؟

***

إهدن آخر الصيف:

وخيّل لي

أنّ الله خياطٌ شعبيٌّ

بالغيمِ يفصّل كنزاتنا

وبنطلوناتنا

وأصواتنا.

***

الطريق:

مدركةٌ تماماً

أنّ الأحذية شكلُها الحقيقي

ركضاً – مشياً – زحفاً

تشقّها.

***

أنتِ:

تدخلين إليّ كسريرٍ يستريح فوق جلدي.

***

الأب:

كمدفعٍ دون بارود

لسانُهُ يمتدّ كسوطٍ فوق رأسي

كلامه مضحكٌ

كلامهُ وجهه.

***

خاتمة:

أفتح آخر قنينة فودكا

ولا ألحسُ حتى غطاءها.

***