"المورد الثقافي" يفتتح الورشة التدريبية الأولى من برنامج "عبّارة"... أونلاين

2020-05-11 13:00:00

انطلقت الورشة التدريبية الأولى للدورة السادسة من برنامج "عبّارة" والمستمرة حتى نهاية هذا الاسبوع، عبر الشبكة العنكبوتية. 

و"عبّارة" هو واحد من برامج مؤسسة المورد الثقافي الذي انطلق في العام 2011، استجابة للتطورات الاجتماعية والسياسية التي طالت دول عدّة في المنطقة العربية، ويسعى إلى دعم وتمكين المجموعات والمؤسسات الثقافية والفنية المستقلة في المنطقة العربية عبر ورشات عمل وتدريبات تطبيقية ومتابعة تتواصل على مدى سنتين تقريباً. 

يشارك في الورشة 11 مؤسسة اختيرت سابقاً من قبل لجنة تحكيم متخصصة، وهي "بادرة ثقافة تواصل وتنمية"/ المغرب،  خزائن/ فلسطين، ساقية/ فلسطين، "شبكة فناني المدينة"/ الأردن، "دوزان ثقافة وفن"/ سوريا وغازي عنتاب، "منصة مؤقتة للفن"/ لبنان، انترفيرنس/ تونس، تبديل/ مصر، كايروترونيكا/ مصر، مكوك/ مصر، و"المركز العربي للأوريجامي"/ مصر.

ويخصّص ميسّرو الورشة، رنا يازجي وعبدالله الكفري من سوريا وتيودور شيلاكوسكي من كرواتيا، جلسات مكثفة مع كل مؤسسة على حدة خلال الأسبوع اللاحق للورشة. ثم يلتقي المشاركون الكترونياً ايضاً، في جلسات عمل وتقييم ختاماً للورشة، الإثنين 25 أيّار (مايو) لإجراء تقييم ختاماً للورشة.

وقالت الميسّرة رنا يازجي أنه كان هناك تصميماً من قبل فريق عمل "عبّارة" على إجراء الورشة في ظل الحجر المنزلي ولو أونلاين، كي لا تخسر هذه المؤسسات الثقافية أي مورد مقدم من خلال برنامج "عبارة" ومؤسسة المورد الثقافي، خصوصاً في هذه الفترة حيث تأثر القطاع الثقافي بشكل كبير، وبالتالي أي مورد يمكن أن يساعد المؤسسات على تكملة العمل هو مورد مطلوب وعلينا ان نسعى لايجاده". 

وشرحت يازجي أن الورشة تسير على اربع مستويات. أولاً على مستوى النظم الثقافية حيث يناقش المشاركون موضوع المنظومة المتكاملة وليس المحصورة بجزئية السياسات الثقافية، ما يعني العمل ضمن نظام وأن لا نتطلع الى مؤسساتنا بشكل فردي منعزل عن المحيط والبيئة والنشاط السياسي وعن القطاعات المجاورة الاخرى مثل التعليم والبيئة والتنمية. وعلى المستوى الثاني، تتطرق الورشة إلى مفهوم المؤسسات الثقافية والنظر إليها كبُنى متفاعلة ومتغيّرة بحسب المنظومات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تعمل خلالها، مع الأخذ بعين الاعتبار الخلفية التاريخية لتطوّر مفهوم المؤسسات من خلال التطور البشري. أما على المستوى الثالث وهو الجزء الاكبر من الورشة، فيعمل الميسّرون مع المشاركين على تمارين تدريبية لوضع تصوّرات أولية لخطة استراتيجية لكل مؤسسة وذلك بعد مراجعة الخطط الموضوعة سابقاً وإعادة كتابتها من جديد. وتلفت يازجي هنا إلى أن هذه الخطط هي عملية تعلم متبادلة بين المؤسسات. وعلى المستوى الرابع، تتابع يازجي إن "موضوع الأمان الرقمي يحتل حيزاً مهما في الورشة، إذ يعتبر إنتاج لغة رقمية معاصرة من احد الموضوعات الراهنة جداً في العمل الثقافي في المنطقة العربية، ولا يخفى على أحد حال النظم المعلوماتية وعدم ضمان حرية الوصول الى المعلومة واستخدامها من خلال الوسائط الالكترونية في المنطقة العربية، وصعوبة حماية المؤسسات من اي اختراق الكتروني".  

ووصّفت يازجي الورشة هذه بأنها بداية علاقة مع مؤسسات ثقافية من مختلف البلدان العربية تصل الى سنتين تقريباً. وأكدت ان "مقاربة برنامج "عبّارة" لا تقتصر على المهارات فقط، بل الأهم هو خلق منظومة حيوية مع كل مؤسسة شاركت في البرنامج منذ ست سنوات، وبالتالي خلق شراكات وتفاهمات بين مؤسسات تعمل في بلدان تعيش تحديات كبيرة وهي تحتاج الى مستوى اعلى من التشبيك والتحالف لتكون قادرة أن تلعب الدور الذي حدّدته لنفسها". 

ولفت الميسّر عبدالله الكفري الى ان مفهوم مقاربة المؤسسة الثقافية توسّع كثيراً هذا العام في برنامج "عبارة" ليضم مؤسسات تعمل في المجال العام والمدينية، إضافة إلى المؤسسات التي تعمل في الشأن الفني والمجتمعي والثقافي. 

وفيما يتعلق بتحديات إجراء ورشة أونلاين تمتد على مدى 10 أيام يتخللها نقاشات وتمرينات تطبيقية عبر تطبيقات إلكترونية، قال الكفري "فكرة اللقاءات الفيزيائية جوهرية ومهمة وتساعد على تطوير الافكار والنقاش وكل المقاربة المعتمدة في البرنامج التدريب هي تيسير النقاشات بين المشاركين والبناء على خبراتهم وبالتالي نحن نفتقد بالجلسات الالكترونية جزءا كبيرا من هذا الموضوع". ولفت ان الفريق واجه ايضاً تحدي سوء أحوال الارسال او شبكة الاتصالات في معظم الدول العربية".

أما عن الايجابيات، فأشار الكفري الى انه"من سخرية القدر ان هذه الورشة الاولى في المورد الثقافي التي يحضرها جميع المشاركين منذ اليوم الأول، اذ لم نواجه مشكلات باتت تلازم كل ورشاتنا وهي مَنح تأشيرات السفر (فيزا) اذا اصبحت التحركات والتنقلات لجنسيات معيّنة شبه مستحيلة او معقّدة لجنسيات اخرى، في الدول العربية".