لم أفكّر بأجزاء أخرى من "سرير المشتاق"، فالسّرير عاد إلى وطنه في جذوع الشّجر، والسّارد الذي رجع طفلاً، عاد في سريره الأول (الباطية) إلى وطنه أيضًا، وهي النهاية السعيدة المتخيّلة للرواية. وعليه فإنني لا أجد ما يدعوني لكتابة أجزاء أخرى بعد تلك المآلات.
حينما يكون السرير وطناً فإنه بلا شك يصبح مصدراً للعشق، ويبيت غيابه مساحة لاجتياح الاشتياق للذوات العاشقة، وهو في ذات الوقت يمسي مطاطي المساحة، ينكمش وينكمش، بعد أن كان متعملقاً، خاصة في الحالة الفلسطينية، بحيث ينتهي الوطن "السرير"، أو السرير "الوطن"، في سيريلانكا، متأرجحاً ما بين غرق محتمل وأكثر احتمالاً.
في "سرير المشتاق" رواية فاروق وادي الجديدة الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، تبدو حكايات السرير بدلالاته المتعددة كمضجع ونعش وتعبير عن وفاء وطمأنينة بل وحبس أيضاً، وإن تعددت التأويلات، حكاية فلسطين ما بين أكثر من شتات، وأكثر من حرب وثورة كانت مستمرة، ترحل فيرحل سريرها معها، وما بين انكماش ما بعد "أوسلو"، الذي أحال السرير "الوطن"، بكل الفنتازيات والروايات الأسطورية والحقيقية حوله، إلى مصير أقرب إلى التهالك في سيريلانكا، وكأنه كما البلاد، دخل في مرحلة موت سريري أو يكاد، فلم يعد السرير بزهوه، ونشوته، مشتهى للمشتاقين، حيث بهت لونه، وانكمش فعلاً، وبات وطناً مُستلباً.
مع صاحب السرير، وابن الوطن المشتهى، الروائي والكاتب فاروق وادي، كان لمجلة "رمّان" الثقافية، الحوار التالي حول الرواية
قلت بأنك كتبت الرواية قبل سنوات طويلة ثم نحيتها جانباً... ما أسباب التنحية، وثانياً ما الذي حفزك لإكمالها ونشرها الآن؟
عندما يصل الكاتب في عمله الكتابي، ولنقل هنا في روايته، إلى طريقٍ مسدودة، فإن عليه أن يتوقّف، ولو إلى حينٍ، خاصّة بعد أن تفشل كلّ محاولاته للعودة إلى مقارعة النّص المعاند. ولو كنت أرغب بأن ألخّص بكلمات قليلة مسألة تنحية العمل جانبًا، لزمن قد يطول أو يقصر، لاكتفيت بالقول: إن ذلك يحدث بعد تراجع، أو غياب، ما يمكن أن نسمّيه "شغف الكتابة".
فالشّغف هو مُحرّك الإبداع. ثمّة أسرار وديناميّات تكمن وراء اشتعال ذلك الوهج أو انطفائه، ليس من بينها الإرادة الحرّة الواعية. وإذا أردنا أن نستبدل المفردة بأخرى، قد نستخدم كلمة "الحرارة" التي لا تتولد بالرّغبة الذاتيّة.
لقد نحيت ما كتبته من الرواية قبل سنوات، لغياب أو خفوت شغفي تجاه ما كتبت، وانتفاء الحرارة التي تحثّ على مواصلة الكتابة، وكنتُ أقول في نفسي، مخطئاً أو مصيباً، إن العالم لن ينهار إذا ما توقفت لالتقاط الأنفاس، فثمّة من يكتبون أفضل مني وينتجون نصوصًا أكثر جمالاً. ثمّ إن متعة التلقي، بالنسبة لي، لا تعادلها متعة أخرى، حتّى الكتابة، التي تظل تنطوي على شيء من اللذّة وقدر من الألم.
أما كيف أو لماذا عدت إلى الرواية بعد سنوات وواصلت العمل فيها، فقد حدث الأمر عندما عثرت على خيوط كانت غائبة عن النّص المكتوب غير المكتمل، فحثّني ذلك على العودة إلى المشروع والكتابة بشغف هائل أخذني معه. تغيّرت عاداتي في النوم والكتابة. كنت أكتب في كلّ الأوقات.. في الظهيرة مثلاً، أو بعد منتصف الليل، أو أثناء السّفر. ولا أريد الاستفاضة في أسباب أو مبررات العودة للعمل على مشروع قديم، لأن الأمر الطبيعي للكاتب، هو أن يكتب، من دون الاضطرار لسؤاله: لماذا عدت تكتب؟!
ذكرت في تنويه داخل صفحات الرواية بأن الوقائع والشخصيات والاسماء متخيلة، هل هو تمويه روائي أم تنصل من المواجهة مع أشخاص بعينهم او حتى مع سيرتك الذاتية؟
في "سرير المشتاق" كنتُ أكتب رواية لا سيرة ذاتيّة، بمعنى أن مبنى العمل السّردي هنا كان تخييليًا تمامًا، فالخيال هو حقّ أساسيّ من حقوق الكاتب الروائي. ولأن الكاتب يستقي مادة كتابته وعناصرها من الواقع، أو إنه ينطلق منه في تأسيس وقائع روايته وأحداثها ورسم ملامح شخصياته، فإنه قد يضطر إلى التمويه حتى لا يُحاسب بأنه قد شذّ عن الحدود المستقيمة الصّارمة. ناهيك عن أن الخيال، في كثير من الأحيان، لا يكون خيالاً صافيًا، فهو ينطوي على حقيقة أو شيء من الحقيقة.
فقد تستفيد العديد من أحداث الرواية من أحداثٍ عشتها ووقائع حقيقيّة وقعت، لكنها ليست مُجبرة لان تلتزم بحقيقتها حتّى يتطابق السّرد على الورق بحقيقة ما سردته الحياة نفسها، وإن كان يسعدني كثيرًا أن أعثر على من يصدّق أكاذيبي البيضاء التي تصنعها الكتابة، ويقتنع، من دون لبسٍ، بأن الخيال في الرواية لم يكن خيالاً، وأن شطحي لم يكن شطحًا.
أحياناً أتصوّر أن أحد الأصدقاء سيسألني: ألم نعش هذه التجربة المكتوبة معاً؟ لماذا حذفتني من السّرد؟ فهل أصدمه بالحقيقة عندما أقول له: لأن وجودك لم يكن يلزمني في سرديتي، بعد أن غادرت الواقعة واقعيتها وأصبحت خيالاً. ثمّ أعده أنني، إذا ما كتبت الواقعة نفسها يومًا كسيرة، فسوف تجد نفسك فيها بملامحك كاملة، من دون حذفٍ ولا إضافة ولا أيّة رتوش.
في الرواية نكذب حتى نبلغ أقصى درجات الصّدق الفني، أما في السيرة فإن علينا أن نظلّ ملتزمين بصدقيّة السّرد حتى يكون النّص واضحًاً كالحقيقة. ولا أذكر من الذي شبّه كتابة السيرة بالكتابة على ورقٍ مسطّر، فيما شبه الرواية بالكتابة على ورق بلا سطور، حيث لا تلتزم الكتابة بمسارٍ محدّد أو أيّ خطوط.
لا أخشى المواجهة مع سيرتي الذاتيّة، لأنها أولاً سيرتي، ولأنني كتبتها وأكتبها وأنهل منها معظمّ حقائقي وأكاذيبي، أما التنصّل من مواجهة أشخاصٍ بعينهم، فلا مواجهة الأشخاص تدخل في مشاريعي، ولا التنصّل منها يدخل في همومي، وأفضّل دائمًا أن أقول للأعور إنه أعور بعينه، دون الاضطرار لأن أدخله في نصوصي. حتى لو رأى أحد أن هناك ملامح تتقاطع بين شخص في الواقع وشخصيّة في الرواية، فإن همّي ينحصر في الحديث عن مظهر سلوكيّ وليس عن شخصٍ بعينه، فالخائن الذي وشى برفاقه وخان مبادئه، ورأى نفسه في إحدى الشخصيّات الروائيّة، أرجوه أن لا يحملني مسؤوليّة خيانته.
شدّدت في مطلع الرواية على كونك لاجئ فلسطيني هل هذا المدخل يأتي للمقاربة مع حكاية منافيك المتعددة ومنافي السرير.. وهل يمكن أن يكون السرير وطن ومنفى؟
كون السّارد في الرواية لاجئاً فلسطينياً، فلأن وجوده الفني اقتضى ذلك في الرواية، ووجود الكاتب كذلك في الحياة فرض نفسه على تجربته التي لم يخرج عنها إلا ليعبث في صناعة الخيال.
عندما أكتب فإنني لا أحبّ أن أضع إلى جواري مسطرة أو ميزان أزِن فيه الكلمات قبل أن تأخذّ مكانها في النّص. وقد كنتُ أستجيب لما كان يقترحه عليّ "السّرير" من وقائع حدثت وأحداث لم تحدث وتخييلات قد تُصدّق أو لا تصدّق. أما الدّلالات فأتركها للقارئ، لأن الرواية إن عجزت عن أن توحي بدلالاتها أو تومئ إليها همسًا لتخلق فرصًا للتأويل، تكون قد فشلت في الوصول، وأنا لا أحب أن أشرح روايتي أو أن أتطرّق لدلالات عنصرٍ من عناصرها، ويسعدني أن يضيء لي قارئ أو ناقد زاوية معتمة في الرواية.. زاوية لم أكن قد بلغتها أو قادراً على بلوغها وحيدًا. فأنا أحتاج في كثير من الأحيان إلى قارئ يمسك بيدي ليدلني ويضيء لي زواياي المعتمة.
لا أرى أن السّرير كان وطناً، لأنه عاش حتّى لحظته الأخيرة بلا وطن، ولا هو منفى، لأنه ظلّ حتّى لحظته الأخيرة، هو نفسه، منفيًا. لكنني لن أختلف مع من يراه كما رآه السّؤال.
رغم شغفك بالسرير الا أنك تنازلت عنه أمام دموع السريلانكية.. هل هو الحس الإنساني الطاغي أم الحالة المأسوية السرير ما دفعك لذلك؟
ليس الحسّ الإنساني الصّافي، المنقّى، والذي هو أقرب إلى أحاسيس الأنبياء والقديسين، هو الذي دفعني إلى ذلك، فأنا لست نبياً ولا قديساً، ولم تجعلني الدّموع التي جرت في عيون الخادمة السريلانكيّة كذلك.
أحياناً نلتقي، بعد سنواتٍ طويلة من الغياب، بصديقٍ كانت تربطنا به علاقة حميمةً، فنكتشف أن الزّمن قد غيّره... وربما يحمل، هو أيضًا، الانطباع نفسه، فنفشل معًا في استعادة تلك الحميميّة التي غيّبها البعاد ومحاها تراكم السنين.
في الواقع، لقد أصابني الإحباط، بل ألمّت بي الفجيعة عندما رأيت السّرير وشهدت ما آل إليه، بعد سنوات طويلة من الغياب. ولو كان السّرير يشعر ويحسّ كما هو في الرواية، لفجعه ما آلت إليه أحوالي بعد مرور الزّمن!
يبدو أن عجلة الزّمن قد أسهمت في تدمير ذلك الشّغف الذي تتحدثين عنه، ما خلف فجوة عاطفية شاسعة بيني وبين سرير الواقع. لكن دموع السريلانكيّة نبهتني إلى أن شغفًا آخر بالّسّرير قد تأسس وتنامى بعيداً عني، فكنت مثل الوالدين اللذين انفصلا عن طفلهما وعادا إليه بعد سنوات ليجدا أن الطّفل لم يعد طفلاً ولم يعد طفلهما.
أنا تخليت عن السرير في الواقع لأنه لم يعد سريري ولم تعد تربطني به تلك العلاقة العاطفيّة القديمة، التي ظلّت، رغم ذلك، متأججة في الخيال، فأسفرت عن كتابة هذه الرواية.
منذ العام ٢٠٠٦ لم يخرج فاروق وادي برواية كاملة. ماذا عن غيابك لأربعة عشر عاماً عن الكتابة الروائية؟ وهل ستشكل هذه العودة مفتاحاً لروايات قادمة؟
هناك اعتقاد ساد في الأوساط الثقافيّة خلال السنوات الأخيرة، فحواه أن الكتابة، والكتابة السّرديّة على وجه الخصوص، هي الكتابة الروائيّة، وحدها لا شريك لها، فأصبحت الأجناس الكتابيّة الأخرى تتراجع بعد أن غدت كلامًا لا يعوّل عليه ولا يُعتدّ به!
ربما أسهمت الجوائز التي باتت تقليداً دوريًا يُمنح للرواية دون غيرها، في تكريس هذا الاعتقاد، وربما أسهم الناشرون أنفسهم في تأجيج الحماسة لهذا الجنس الأدبي على وجه التحديد لأسبابٍ تجاريّة بحتة وليس عشقًا للرواية في حدّ ذاتها، فتراجع الإقبال على الشّعر والقصّة القصيرة وكتب السّيرة والمقالة، وربما غيرها، وهي أجناس أقصيت عن دائرة النشر.. إلا بحدود.
حتّى السؤال المطروح لم يبتعد عن ذلك. لم يأبه لكتابتي في جنس آخر غير الرواية. كتابي "ديك بيروت يؤذن في الظهيرة" (2015) الذي يجمع بين جنسيّ القصّة القصيرة والرواية، اعتبر ناقصاً لأنه ليس رواية خالصة من غير سوء، ونصوصي شبه السيرة في "سيرة الظل" (2008) شطبت من دائرة الفن والإبداع، لأنها مثّلت شكلاً هجينًا من الكتابة التي هي ليست رواية. وما كتبته خلال السنوات المذكورة ولم أقدم على نشره، ظلّ قابعًا في الزوايا الخبيئة لكمبيوتري ولم أتشجّع على نشره لأنه ليس رواية، ومنها مجموعة قصصيّة قد تكون قابلةّ للنشر.
لم أتوقف عن الكتابة خلال تلك السنوات، وإن توقفت عن النشر لأسبابٍ لا تعود إليّ بالدّرجة الأولى، مع إعادة التأكيد على أن الكتابة لا تُختزل بكتابة الرواية وحدها، رغم أهميتها الكبيرة. ولا أريد إعادة التذكير بكتّاب كبار أبدعوا في فنّهم القصصي دون أن يقتربوا يومًا من الرواية.
أما عن رواياتي القادمة فأمرها عند شغفي. توقفت قبل شهور عن مواصلة الكتابة في مشروع روائي بدأنه فور انتهائي من السّرير، ولا أدري كيف ومتى سأعود إليه.
وجدت في سرير المشتاق بوحًا سيرياً ما ينزاح عميقاً الى الاجتماعي والوطني دون الغوص في تفاصيل يوميات المعارك الفلسطينية اللبنانية أو المواجهات الفلسطينية العربية. هل هي رقابة ذاتية أم رغبة سامية في عدم نبش الجروح؟
السؤال ينطوي على أسئلة عديدة. البوح السيري وفق تعبيرك، لا ينزاح إلى الاجتماعي والوطني بإرادته، ولكن لأن السيرة التي نهلت منها أو اتكأت عليها أو استثمرت شيئاً من وقائعها في التخييل السردي، لم تكن لتنفصل عن محيطها الاجتماعي وعن الهمّ الوطني الفلسطيني العريض. أمّا عن عدم الغوص في تفاصيل المعارك والمواجهات الفلسطينيّة اللبنانيّة، فالسبب يبدو بسيطًا وواضحًا، وهو أنني لم أدّعِ يومًا خوض تلك المعارك جسديًا وبالأسلحة الأوتوماتيكيّة. فأنا لم أحمل السّلاح يومًا، ولم أقاتل بشكلٍ مباشر، ولم يدخل أيّ نوع من الأسلحة بيتي حين كان وجوده ضرورة في كلّ بيوت المدينة.
أنا متأكد بأنني لم أطلق رصاصة واحدة طوال حياتي، رغم ايماني بأن الكفاح المسلّح هو أرقى أشكال النّضال، ولذلك فإنني لم أطلقها حتى في خيالاتي السّرديّة، ولا تغويني الكتابة في أمورٍ لم أعشها ولا أعرفها ولم أجرّبها.
أمّا الرّغبة في عدم نبش الجروح، فهي مسألة ليست "سامية" في اعتقادي، وعدم النبش لا يعني أن جراحنا قد اندملت، وأن ذاكرتنا غدت نظيفة لا تشوبها شائبة، فنمضى من دون أن نلتفت.. فكأن شيئاً لم يكن.
تذكرين أنني نبشت جراح لبنان في "ديك بيروت"، وأنني نبشت الجراح التي خلّفتها معارك أيلول الأسود في "السرير"، ولم أكن ساميًا وأنا أتحدّث عن مصادرة مستقبل السّارد في الأردن، مع أنه لم يكن بطلاً نموذجيًا بمعايير كثيرة، ولم يهدد الأمن الوطني في البلاد. لقد صودر مستقبله، كما صودر مستقبل الكاتب نفسه من قبله. فماذا تبقى لنا لكي نحتفظ برغباتنا السامية ولا نمارس بذاءة النبش في القمامة التي أغرقونا بها.
أخيراً.. هل يمكن أن نرى أجزاء أخرى من سرير المشتاق يكمل فيها فاروق وادي سيرته أم أن هناك مخطط لكتابة هذه السيرة بشكلها التقليدي وفي إطار مشروع منفصل؟
لم أفكّر بأجزاء أخرى من "سرير المشتاق"، فالسّرير عاد إلى وطنه في جذوع الشّجر، والسّارد الذي رجع طفلاً، عاد في سريره الأول (الباطية) إلى وطنه أيضًا، وهي النهاية السعيدة المتخيّلة للرواية. وعليه فإنني لا أجد ما يدعوني لكتابة أجزاء أخرى بعد تلك المآلات.
أمّا كتابة السيرة، فقد جرت عندي بشكلٍ مجزأ. كتبت جزءًا منها مع كثير من التخييل، في رواية "رائحة الصيف"، التي اعتبرتها سلمى الخضراء الجيوسي نوعًا من "السيرة"، ونشرت جزءًا منها في الطّبعة العربية لـ "أنطولوجيا الأدب الفلسطيني"، وتحديدًا في باب السيرة، كما كتبتُ جزءًا آخر من سيرتي في "منازل القلب ـ كتاب رام الله"، وشذرات أخرى في "سيرة الظّل"، ثمّ استثمرت سيرة بيروت وتجارب الحرب فيها، في "ديك بيروت". وهناك مشاريع منجزة أو شارفت على الإنجاز تستثمر تلك السيرة، منها كتاب بعنوان "59 شارع صفيّة زغلول ـ كتاب الاسكندريّة" وكتاب آخر حول تجارب السّفر، والقسم الثاني من "سيرة الظّل" الذي حطّ أخيرًا بين يديّ ناشر صديق. وعليه، فإنه لن يكون ضمن مشاريعي أن أجلس يومًا لكتابة ما يمكن أن نطلق عليه، كما جرت العادة، تعبير "سيرتي الذّاتية".