محادثة نجريها مع ناشر/ة عربي/ة بين وقت وآخر. لنتعرّف على دور النشر التي لا قراءة عربية بدونها...

ما يقوله النّاشر: دار العين

2019-08-07 16:00:00

ما يقوله النّاشر: دار العين

الرواية القوية هي دائماً من الأكثر مبيعاً، لكن كذلك الكتب الشعبية (من إصداراتنا وإصدارات الآخرين) هي كتب قد لا تقرأها ولا تحب أن تكون في مكتبك لكنها كتب تكتسح في المبيعات، لعبة البيست سيلر غير عادلة وهي لعبة تسويقية، ولم يكن مرّة الكتاب الجيّد بيست سيلر، وهذا مصطلح غربي يُطلق على الكتب الشعبية التي تبيع بشكل كبير.

فاطمة البودي، مؤسّسة وصاحبة دار "العين للنشر والتوزيع". حصلت على المركز ٦٥ في تقرير مجلة "فوربس" العربية لأقوى ٢٠٠ امرأة في مجال الأعمال عام ٢٠١٤. حاصلة على الدكتوراه في مجال الكيمياء الحيوية، وكانت عضو لجنة الثقافة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة. مؤسسة صالون "دار العين" الثقافي وهو يعنى بمناقشه الأعمال الأدبيه والفكرية المنشوره في الدار وغيرها من دور النشر. كرمتها وزارة الثقافه الجزائريه بوسام الكمال عام ٢٠١٨.


متى وأين تأسست الدار؟ وكيف أتى اسمُها؟

تأسست الدار عام ٢٠٠٠، ومقرها على كورنيش النيل في القاهرة. كنت مهتمة بنشر كتب الثقافة العلمية، من هنا جاء اختيار "العين" كرمز للمعرفة وللعلم، وهي مرآة الروح، فجاء اختيار اسم العين ليكون كاشفاً لإصدارات الدار واتجاهاتها المستنيرة.

ما طبيعة الكتب التي تركّزون في نشرها؟ لمَ؟

الآن نصدر كل أطياف الإبداع الفكري والأدبي. كل الناس تظن أننا ننشر روايات فقط وذلك لشهرة الدار إثر وصول رواياتها ستّ مرات إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر، ولأن الرواية جنس أدبي مُتّفق عليه ومتداول والجميع يقرأ الروايات. لكن كذلك لدينا مجموعة رائعة من كتب الدراسات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

ما المواضيع التي تهتمون بنشرها؟ لمَ؟

المواضيع التنويرية التي تسهم في دفع القارئ للتفكير والمعرفة. كل الكتب التي تحارب الخرافات والجهل الفكري. هذه الكتب لا بد منها كي نستنير بها، ومن وقت إلى آخر أحب أن أنشر الأعمال الكاملة لأديب أو قاص، من إصدارات قديمة، كي يبقي العمل الجيد متاحاً للقراءة.

تفضّلون نشر الكتب العربية أم المترجَمة؟ لمَ؟

الحقيقة، في مجال العلوم والثقافة العلمية، للأسف ليس لدينا في العربية مؤلّفات بمستوى جيد، لذلك نلجأ إلى الترجمة، فالثقافة العلمية موجودة بشكل واسع في الخارج. إنما الإنتاج المحلي الفكري أو الأدبي، ننشر الجيد منه وهو في الحقيقة قليل.

ما نوع الكتب الأكثر مبيعاً؟ لمَ برأيكم؟

الرواية القوية هي دائماً من الأكثر مبيعاً، لكن كذلك الكتب الشعبية (من إصداراتنا وإصدارات الآخرين) هي كتب قد لا تقرأها ولا تحب أن تكون في مكتبك لكنها كتب تكتسح في المبيعات، لعبة البيست سيلر غير عادلة وهي لعبة تسويقية، ولم يكن مرّة الكتاب الجيّد بيست سيلر، وهذا مصطلح غربي يُطلق على الكتب الشعبية التي تبيع بشكل كبير.

ما أكثر ما تشتكون منه كناشرين؟

المشكلة كناشرة، هو انعدام شبكات التوزيع العادلة، أي غير المنحازة لدار نشر على حساب دار نشر أخرى، وللأسف معظم الموزعين هم ناشرون، وما يزيد الطين بلة أن العديد من المكتبات تحولت إلى ناشرين، فصارت لا إرادياً تميل إلى كتبها وتعرضها بشكل يبرزها. مشكلة التوزيع مشكلة كبيرة جداً، مشكلة قديمة، منذ عشرين عاماً ألاحظها، وحتى الآن وقد تفاقمت.

مشكلة خطيرة أخرى هي تزوير الكتب، وهي غير مقتصرة على بلد دون غيره لأن بعض البلدان تستورد الكتب المزورة، وهذا التزوير تقوم به مافيات لا تستطيع الدولة القضاء عليها، مشكلة أخرى هي قرصنة الكتاب إلكترونياً، فيتم تحميله مجاناً، هذه ضربة موجعة للناشر، للكتاب الورقي وكذلك الالكتروني.

ما أكثر ما تستمتعون به كناشرين؟

يسعدني فعلاً كناشرة اكتشاف كاتب جديد وتتبعه وهو يصعد ويبزغ نجمه، وهذه حصلت مراراً معي، كتّاب يتصدرون المشهد الروائي ويثيرون إعجاب القراء ويصلون إلى بعض القوائم للجوائز. وتسعدني لحظة صدور كتاب جديد، هذا يفرحني جداً.

كيف أثّرت قرصنة الكتب على داركم؟

تسببت بأضرار اقتصادية، لأن للمزورين شبكات توزيع أهم وأكبر من أي شبكة توزيع قانونية، للأسف، يغرقون الأسواق في كل بلد ويصدّرون إلى بلدان أخرى.

أي الرقابات في بلادنا العربية أشد إزعاحاً؟

الخوف من السلطة، من بطش السلطة، الخوف يمنع الإنسان من التحرك، والرقابة الذاتية هي أسوأ الأنواع، لأن الرقابة الخارجية مهما كانت فأنت تستطيع التنديد بها أو محاولة تفاديها، لكن مع الرقابة الذاتية يكتب المؤلف عملاً مبتوراً، والناشر ينشر عملاً مبتوراً، فهذا هو الأسوأ.

أخيراً، رشّحوا للقراء ثلاثة كتب من داركم.

قد أظلم بقية الكتب في "دار العين"، لدينا ما يربو عن ٧٠٠ عنوان، لا أستطيع ترشيح ٣ فقط من بينها. ولا أريد أن أظلم بقية الكتّاب، أدعو القراء إلى الاشتراك بصفحة العين في الفيسبوك ومتابعة إصداراتنا.