"تشخيص: حمى بأثر رجعي".. فصل من رواية «وارث الشواهد» لوليد الشرفا

2018-03-11 19:00:00

الطبيب يعيش حالات السحر؛ مريض بعمى ألوان الأعراض، حالات ارتجاج في اليقين، عدم إيمان بالمنطق، والشك واليأس من فكرة الداء والدواء. الطبيب ليس هو الطبيب، ربما يكون عرضا طارئا غير نفسه، وحتى الاسم (بشارة ) سقط سهوا في حالة من الشهوة والتضخم والانفتاح الوريدي .
خطأ سابق في التشخيص أدى إلى تمكن المرض وانتشاره، التشخيص الذي هو حالة طبية ثابتة يبدو الآن مشكوكا فيه، وهو أمر لا يمكن للطب استيعابه. يشبه الحمى بأثر رجعي بعد انتهاء المرض والشفاء التام، الحمى التي رافقت الالتهاب تعود الآن بعد الخطأ في التشخيص، بعد ما ظن استقرار الحالة وانتهاء العلاج. أجهزة الجسم الحيوية والأعضاء الأساسية تفقد وظيفتها وتتداخل، فالعين تخفق، والأذن توزع الدم، وجهاز المناعة العضوي ينطلق من الحب، وعلامات الافتتان تبدو مثل الحصبة. كل ذلك يحدث مع الطبيب الفلسطيني المتحدث أمامكم، ربما هي معجزة الفوضى، أو أنها بداية الدخول في مرض عضال، لايشفى منه ولا يميت !
الجهاز العصبي يملأ الفراغ فيصبح عضويا 
هذا هو العارض الأول من أعراض الحمى الراجعة لحالتي؛ الطبيب الذي اكتشف أنه كان فلسطينيا معطلا، ومسيحيا مرتبكا، وطبيبا في حالة من الشك. يافعا كنت في قلب حيفا، أعمل مع أحد أخوالي مساعدا في أعمال النجارة في أيام العطلة الصيفية عندما كنت طالبا في سنتي الجامعية الأولى. يهبط المساء فآخذ حماما ساخنا وأخرج أرقب البحر الذي يكون في النهار حديقة من الأرداف المرتجة والصدور المبتلة، صفصافها الشعر الأسود والأحمر والأشقر. أصادف بعض العمال في العمارات التي تكون في مراحلها الأخيرة قبل السكن يتحدثون العربية مثلي. يقول عنهم اليهود: "(بعوليم عربيم). كنت أسمع أحيانا بعض النقاشات عن الحرب عن (المخربين) في لبنان عام 1982، الحرب التي شنتها (إسرائيل) على (المخربين)، على (الأشف)، منظمة التحرير الفلسطينية وجماعات ياسر عرفات. هذه وضعية لا تليق بالطبيب هنا؛ وهي القفز من حالة طبية إلى أخرى دون مبرر. بعد ذلك سأتيقن أن هؤلاء (المخربين) مهجرون من هنا من أرضهم وبيوتهم في عكا وحيفا ويافا وصفد والجليل، طردوا وتركوا فراشهم الدافئ وراءهم حتى الآن، ويحاربون أملا بالعودة إليه. سأقوم بعملية غريبة بعدها – وهذا استمرار لخرق التقرير الطبي- وهي معرض للصور، للشهداء الذين هجروا واغتالتهم (إسرائيل) في المنافي، مدينة بمدينة ، غسان كنفاني من عكا ،أبو إياد من يافا ، وهكذا .
هكذا فقط، يمكن للقارئ أن يفهم لماذا عدت من مقبرة الاستقلال، وعشت هذه الحالة المريعة بعدها من الحمى الرجعية لتاريخي في (إسرائيل)، أو تاريخ الله في وفي (إسرائيل) وفي الوحيد. فهمت بعدها أن العمال العرب هم أنا والوحيد، فربما كانوا جيراني لو لم تحتل (إسرائيل) أرضهم بدلا من المخيمات الهاجعة في نابلس وجنين وغزة وغيرها من المدن الفلسطينية. دمر هذا النقاش وغيره تفاهمي مع زوجتي مريم التي تحب أن تنادى بماري، وصل ذلك الدمار ذروته عندما أطلقت ماري على الوحيد صفة (ضفاوي).
أعود الآن لإكمال العارض الأول؛ كنت آخذ الحمام وأجلس على شرفة العمارة التي كان خالي يجهز مطابخها، مقابلي في الطابق العاشر في قلب حيفا وليس ببعيد عن شارع الاستقلال، تعود الجميلة الشقراء عند العاشرة من كل ليلة، بمجرد أن تغلق الباب خلفها تبدأ بخلع ملابسها، بلوزتها العلوية وشورتها القصير، يلمع البلاط تحت رجليها، كان انعكاس ضوء الأرضية مع  ضوء القمر يرسم ملامح جسدها بشكل بارز. تمشي فيرتج نهداها. أدقق النظر إلى جسدها، أعلى فخذيها، أراقب انعكاس الضوء على ردفيها، يدق قلبي ويدق، أقترب نحو النافذة، وأرفع يدي ملوحا لها، فترد بالمثل. 
تسير إلى الداخل وأنا أبتلع الفضاء بعيني، تتحول عيناي إلى كفين أحسهما. يتحول الضوء إلى عرق ولحم، انتظرها، تتحول الثواني إلى مسامات متعرقة، أستطيع أن أعد الشعر أعلى رقبتها وتحت إبطيها وأشم رائحة عرقها. تخرج مبتلة الشعر تلف جسدها بمنشفة وتسير وسط الشقة وهي ترتشف من فنجان يتصاعد منه البخار الذي يختلط ببخار يتصاعد من شعرها وجسدها. تقف في وسط الصالة، يسقط شعرها بعد أن حلت المنشفة عنه، فينطلق مثل ذنب الفرس، ترفع يديها لتلمه فيبرز نهداها مثل رمح يفقأ عيني. أمد رأسي معلقا في الفضاء بين البحر والسماء، السماء والبحر سوداوان مغلقان، وحدها أرضية الصالة مضيئة، لا عالم غير البلاط اللامع تحت قدميها، لا هواء إلا الهواء الذي يداعب نهديها وردفيها. عنقها فراشة للنور تشع فتتسع عيناي لتصبح أكبر من حيفا وتصل وراء الكرمل، أرقب وأرقب، تمد يديها نحو الأسفل، تفك المنشفة حول خصرها، طارت العصافير الملونة وغرد العندليب وانتشر العطر فوق البحر. ترفع المنشفة، تبقى بملابسها الداخلية، أرفع رأسي وأمده وأمد جسدي أكثر، أقف على رأس أصابع رجلي، أحاول أن أصرخ فأصمت وألوح لها ثانية فترد بالمثل. 
لا أنام تلك الليلة، أنتظرها في كل جزء من الثانية، تقوم ببعض التمارين الرياضية ثمّ تعود إلى كأسها وترتشف أكثر. أسرح بخيالي؛ ستكون حبيبتي، فنحن شعب واحد و(دولة) واحدة وأقاربي أصدقاء لمعظم اليهود في هذه المدينة، وربما تكون ابنة أحدهم. بعد دعوة إلى العشاء، سأدعوها إلى هنا، وأشمها شمة عميقة بلساني، سأتحسس شعرها وأضمها وأهمس بأذنيها وأداعب شعرها الأشقر بأصابعي. علاقة حبنا ستكون علامة على التعايش واستجابة طبية لنزعة المحبة، المحبة فقط، وباللغة (العبرية) سأقول لها كلاما يذيب الصخر عن الجمال والعشق. 
كان ذلك قبل ربع قرن تقريبا، لماذا تعود الحمى بأثر رجعي بعد شفاء المرض؟! هل يملك المرض ذاكرة أم انه يؤسسها؟ أم أنني كنت واقعيا مريضا؟ تلك هي أعراض الحمى الأولى.
في كل صباح بعد تلك الليلة أستحم صباحا وأحلق ذقني وأمشط شعري؛ فأنا طبيب نجار، مواطن مهم في هذه (الدولة) ينادى بالمساواة والمحبة التي تذيب كل حجارة الأعراق، بعد ذلك وهذا استدراك لا يليق بتسلسل التقرير الطبي، مرة أخرى أقر وأعترف بأن المحبة كانت نهدا مزورا، كانت تلقيحا كاذبا.
بالعودة لاستكمال آثار الحمى، يسخر خالي مني: 
- رايح على حفلة أم على ورشة ؟ 
- الترتيب مهم يا خالي. 
ارسم، وهذا من حمى الاحتمالات؛ أن تلاقيني صدفة أو ترسلني قدرة غريبة إلى شقتها، فيحدث اللقاء الحميم، وتبدأ الخطوة الأولى نحو أنفاس الحب والتحام الجسد؛ فالمحبة الحق هي الله،  والمحبة تفعل مثل هذه الأشياء.
ثمانية عشر يوما، كأنهن عمري بالسنوات، وضوء جسدها يكبر في أحشائي، ترسم عالمي دون أن أراها. من صور الحمى الرجعية ذات يوم أنني انتظرت عودتها على الشرفة، لم تضحك الشرفات، وبقيت الشقة مظلمة. بدأت دقات قلبي تتسارع وأنا انظر إلى البحر، كان موجا من الدمع والآهات، لم تعد تلك الشقراء، شبابيكها المغلقة أطفأت عيني، حمامها البارد الجاف يكبل خيالي، لم تعد. قلت: ربما كانت متأخرة، سأسهر بانتظار عودتها، أغفو وأغفو، يتدلى رأسي فأرفعه فزعا، أتلهف لأرى النوافذ المضيئة، أشم منشفتها المعلقة من بعيد وأتحسسها بهواء البحر.
أسهر ممنيا نفسي بخيالات أصبحت مثل حالة عضوية، أنتظرها حتى تخرج من الحمام، أشم رائحة جسدها المقطر وشعرها المبلل، أخلع منشفتها فيهتز البحر حولي ويتصاعد موجه ليتلصص على حنوي عليها. أرتب الكلمات التي سأقولها لها بالعبرية وأختار أجمل الأوصاف لصدرها وردفيها ورؤوس أصابعها، أوقفها وسط الصالة، أضع أصابع رجلي مقابل أصابع رجليها حتى الالتحام، فيلمس صدرها البارز صدري وركبتيها ركبتي. لسعني نسيم البحر معلنا شروق الشمس، لكن الشبابيك مغلقة والأضواء مطفأة! 
المحبة كانت تحرسني، أو هكذا كانت أعراض تلقيحي بالمحبة ، مثلما تلقحت بالحب واليقين والشهوة لمدة ثمانية عشر يوما أعيد الآن تذكرها بأثر رجعي على أنها إحدى آليات اكتساب اليقين الذي ربما يتبين بعد صدمة ما بأنه كان مرضا. يعيش بشارة الآن حالة اكتساب المرض مقارنة بأعراض مرض جديد، بعد أن خسر الصحة إلى الأبد. أين أنت أيها الوحيد الآن القابع تحت وطأة الظلمة وتقيح الجرح؟ كيف تركت خلفك في نابلس عجوزا وقبرين؟ كنت أنت الحالة والرواية وأنا شاهدك الوحيد .
بعد ثمانية عشر يوما، وزعت خيالاتي فيها من الناصرة عبر عكا إلي حيفا إلى الجامعة وكل شجر الكرمل. جاءت المعجزة واستمع الرب إلى تنهداتي، أخيرا سأقرأ جسدها، إنه اللقاء والارتواء بعد دهر من المرض والتلوي والآهات وإتقان سماع الأغاني العبرية التي تنقل هذه المشاعر، هنا استحضر الوحيد وحديثه عن الروايات واللغة والمعاني والحالات، لأغني لها بالعبرية، وسأعلمها أنا بالتأكيد فيروز صوتي المفضل، الذي ذكرني أنني  فلسطيني عربي؛ وهذا استدراك يدمر عمل الطبيب. سأتحول داخل فيروز، من فيروز النبي إلى فيروز: "الغضب الساطع آت "، و"من صلب كل نبي صلب الليلة شعبي"، و"وحدهن بيبقوا مثل زهر البيلسان.
يأتي صوت خالي حاملا البشارة  دون أن يعلم :
-غدا سنذهب إلى العمارة المقابلة في الطابق العاشر لتنفيذ بعض الديكورات .
إنها المعجزة حقا، يا الهي لم أنم تلك الليلة، ارتديت قميصا جديدا اشتريته من محل جديد فتح بجانب المطاحن على الجهة المقابلة لمقبرة الاستقلال، أين أنت يا وحيد ؟ بدأ قلبي يعيش حنان اللقاء، وكادت دمعتي تفر من عيني وأنا أشكر الرب.
أعد الدرجات في الصعود درجة درجة، أحمل حقيبة الأدوات، كأني طبيب يزور مريضا. لحظة الحقيقة تقترب، مسامات جلدي تتفتح وأنفاسي تسخن .
يسال خالي".ما بك بشارة".
 أبدا. أبدا. إنه التعب، يدق خالي الجرس، أنتظر باب الجنة يفتح كاشفا لي عن شعرها، أعيش خيالات الاحتمالات، ماذا سيكون لباسها؟ أسمع دبيب الخطوات، قفل الباب يتحرك، ينفتح الباب عن نسيم الجنة، تطل. هنا أهبط مثل قطعة قماش على فزاعة المقاثي ، يقول :" بكاشا أدون".
كان شابا طويل الشعر، قلت في نفسي ربما يرتدي ملابس أخته التوأم ، يا الهي، ما هذا الشبه؟! دون تفكير، سألته :
- تعيش وحدك ؟
- نعم .
- طوال الوقت؟
- نعم .
- لكن البيت في الغالب مظلم .
- أعود ليلا فأنا عازف في أحد ملاهي حيفا. 
- لا يوجد لك شريك في البيت؟
- أبدا.
لم يكن توأما، كان هو هو نفسه، الشورت والمنشفة ما تزالان معلقتين، حتى الكأس بالقرب من طاولة التلفزيون كان كما ترك يا وحيد. هل هذه حالة أم رواية أم عملية تلقيح؟ ولماذا أفرغ علينا الرب لقاحه في عقول هؤلاء المجانين بعد ثلاثة ألاف عام؟ ومن قال برواية المحبة قال برواية "الجبل المضيء في مواجهة الجبل المظلم ". صدقت أيها الوحيد: التلقيح ثانية في حضوره يعادل أزلية في الوجود. وحدها تلقيحات روايات الرب في عقول اليهود تحولت إلى عرق، وبعد اختراع البارود تحولت إلى جغرافيا، سبحان الرب !
لكل فعل ردة فعل معاكسة له في الاتجاه.

الناصرة. الخامسة فجرا دون أن أعرف للنوم طعما، أسهر مع الوحيد في زنزانته، أستعيد سؤال المحبة والعدالة، أحمل وثائقي وأمشي. تلاقيني مريم. 
- إلى أين؟
- لدي شغل .
- وين؟
- في نابلس .
-إيه إيه نابلس. ماشفنا الخير من نابلس .
- لماذا تعلقين الصليب في عنقك؟!
- هل تريد تغيير العالم يا بشارة، اللي صار صار، وأولادنا ونحنا عايشين هون، واللي صار إحنا ما دخلنا فيه.
- قالها المسيح مريم قبل ذبحه: "تم كل شيء".
- ستخرب بيتنا. 
- مع السلامة أنا ذاهب إلى نابلس لزيارة أم الوحيد . 
- ما المسلمين والفلسطينيه نفسهم تصالحوا معهن.
- صحيح، هناك خيانات لا يتقبلها إلا الدين أحيانا، وأنت مش فلسطينية ؟!
- رح تخرب بيتنا. تذكر. 
أشغل محرك السيارة، قليل من الندى يغطي الزجاج الأمامي، الضباب الخفيف يلف جبل سيخ، تظهر كنيسة البشارة هاجعة. أخترق الناصرة الجديدة أو (نتسيرت عيليت ) بالعبرية . أصاب بحمى الأثر الرجعي في كل الأشياء، لم يعد هناك رب بل أرباب، وكل عملية تلقيح تشبه ظل العازف في شرفته. من يعيد إلي نشوة الثمانية عشر يوما التي ما وسعت الأرض؟ وكدت أصاب بالكآبة والجنون وتخدر جسدي بلذة واشتهاء وانتظار لم يتكرر حتى الآن. لماذا علينا أنا والوحيد وسليمان الصالح وليلى وريبكا وغسان كنفاني وصلاح خلف وكمال ناصر وكمال عدوان ووديع حداد وخليل الوزير ودلال المغربي ومحمود درويش وادوارد سعيد وغيرهم من مئات آلاف الفلسطينيين أن ندفع ثمن روايات الرب هنا؟ وأي رب هذا الذي يعادل ثلاثة آلاف عام من الحضور بثلاثة آلاف عام من الغياب، وينتظر اختراع البارود والسفينة والشيوعية ليتم وعده؟!  
في أول زيارة للوحيد بعد عودته إلى نابلس وقت مرض الجد وفي نقاش سريع، شرح لي الوحيد الفرق بين التلقيح الطبي والتلقيح التاريخي، وهو أن التلقيح الطبي عضوي وفردي، بينما تلقيح الرواية التاريخية تلقيح مخيالي جماعي أداته اللغة، وهي أداة هلامية رخوة لا يمكن وضعها في قالب ثابت، وإنما هي دائما عرضة للحمى الرجعية. اشترى لي نسخة من تسجيل لقارئ للقرآن يسمى الشيخ الطبلاوي يصور فيها المفهوم والرواية القرآنية للمسيح. سالت الوحيد: دعني أقرأها من القرآن؟ قال: ستخسر حالة من مداعبة الحواس للاستعداد، السماع حالة من الاستهواء والخشوع والدعوة لتقمص الرواية والتلاوة. أسمع مخترقا الطريق بين حيفا وجنين، متذكرا الأغنية الفلسطينية القديمة قبل وجود (إسرائيل) "ما بين حيفا وجنين  شدينا ظهور الخيل". أسمع :
"يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين* وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا وأشهد بأننا مسلمون* إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين* قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين* قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين* قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين". 
تغرق عيناي بالدموع، وألامس الرب هنا أيضا، إنه الرب فعلا. أحتاجك أحتاجك، اخفض جناحيك وامنحني ملكوتك، لا تصمت أمام الدم الذي يراق باسمك. ساعدني يا يسوع، ساعدني يا محمد دون غواية الروايات واحتمالاتها، أليست فلسطين أرضك هي التي خلقت الروايات؟ 

مقابلة مع وليد الشرفا... هنا