تمهيداً لإصدار ألبومها الثاني، أطلقت الفنانة الفلسطينيّة هيا زعاترة أغنيتها الجديدة "يمكن"، وهي أولى أغنيات ألبومها القادم "أطلال". يأتي الألبوم بعد ثلاث سنوات من إصدار ألبومها الأول "رهوان" الذي حاز على استحسان واسع. يستمدّ الألبوم عنوانه من الظاهرة الأدبيّة "الوقوف على الأطلال" في الشعر الجاهليّ، حيث يبدأ الشاعر بالوقوف على أنقاض بيت محبوبته، مستحضرًا الذكريات والمشاعر في مواجهة الخراب. في هذا السياق، يتحوّل الخراب إلى مساحة للتأمُّل والحنين والبحث عن المعنى، كما يصبح رمزًا للتشافي والبناء.
تمّ تأليف "أطلال" خلال حرب الإبادة المستمرّة، وهو محاولة موسيقيّة لتوثيق الحالة الفلسطينيّة المتنوّعة والمتأثّرة بأوجه مختلفة من الإبادة والمحو. في خضمّ هذه المرحلة، فقدت هيا والدها بشكل مفاجئ، ما أضفى على الألبوم بعدًا شخصيًّا حميمًا، يتقاطع مع الجرح العامّ، ويغوص في ما يخلّفه الفقدان من آثار حيّة في الجسد والصوت والذاكرة.
يخترق المشروع ثنائيّات الحياة والموت، الكبت والتحرّر، الحبّ والفقدان، ليخلق فضاءً صوتيًا حسيًّا يدمج بين المفاهيم والأصوات التقليديّة والتجريبيّة، وبين الموروث والآنيّ. تمزج هيا في عملها بين تأثيرات الموسيقى الشاميّة والموسيقى الغربيّة والعناصر الإلكترونية، وتستخدم تسجيلات ميدانيّة وموادَّ أرشيفيّة، مما يضفي على الألبوم أبعادًا تاريخيّة ومتجذّرة في واقعنا اليوميّ.
يتناول الألبوم موضوعات الفقدان والإبادة، ويتخيّل إعادة البناء والشفاء من وجهات نظر نسويّة مستقلّة، تعيد رسم مفاهيم الهويّة والتّحرّر، متحدّيةً الهيمنة السياسيّة، الثقافيّة والاجتماعيّة على الرّواية الفلسطينيّة.
أُنتج الألبوم بدعم من مؤسّسة عبد المحسن القطّان ضمن منحة "تحوّلات" 2025 وبدعم الصندوق العربيّ للثقافة والفنون – آفاق. وبالتعاون مع موسيقيّين وفنّانين فلسطينيّين من الناصرة، حيفا، رام الله والقدس، إلى جانب تعاون بصريّ مع الفنانة سماء أبو اللبن من غزة، التي ترافق أغاني الألبوم بكولاجات بصريّة توسّع وتكثّف أبعاد الأغاني ومعانيها.
تم إطلاق أغنية "يمكن" يوم الجمعة الموافق، وهي إحدى أكثر أغاني الألبوم حميميّةً. تتتبّع الأغنية إرهاق حمل الفقدان والحزن الشخصيّ والجمعيّ معًا، وتنسجهما حتّى تتلاشى الحدود بينهما. تلامس الأغنية مشاهد الحرب والفقد والحب والدمار، وتجمعها في محاولة لفهمها، ولخلق نوع من الألفة والتواصل.
هيا زعاترة هي فنّانة فلسطينيّة مستقلّة، مغنيّة وكاتبة أغانٍ، ملحّنة ومنتجة، تمرّر من خلال موسيقاها رسائل وأفكار حول ظواهر وتجارب اجتماعية، جندريّة وسياسيّة. هيا أيضًا مهندسة معماريّة وباحثة في مجال العمارة، تعمل مع جمعيّات محليّة في مواضيع سياسات التّخطيط والتّخطيط المجتمعيّ.
ابتدأت هيا مشوارها المهنيّ الموسيقيّ بأغنيتها "مناكير" التي أطلقت كجزء من مشروع "غنّي عن التعريف" سنة 2013، وقد ظهرت الأغنية في مسلسل "مدرسة الروابي" على نتفليكس عام 2021. تأخذ ألحانها وكلماتها المستمعين/ات في رحلات شاعريّة معمّقة، لتدعوهم/نّ إلى أكثر الأماكن حميميّة في روحها الشاميّة، بينما تتحدّى معايير الحدود الاجتماعيّة والسياسيّة والجندريّة في بيئتها.
يتكون طاقم العملم من: تأليف، تلحين و توزيع: هيا زعاترة. إنتاج موسيقي: هيا زعاترة، سارونا، شادن نهرا. مهندسي التسجيل: ميشيل توتري (ستوديو حيفا جامز)، سارونا، شادن نهرا. مهندسة المزج الموسيقي: سارونا. مهندسة الإتقان الموسيقي (ماسترنج): هبة قدري. الموسيقيين: جميل مطر - إيقاع/درامز. شركة الإنتاج: توليف. البصريّات: سماء أبو اللبن. تصوير: ماريا زريق
