14/07/2025

تصوير: اسماء الغول

منى ظاهر

كاتب فلسطيني سوري

منى ظاهر

وشاعرة وفنّانة تشكيليّة من الجليل. حاصلة على شهادة الدّكتوراة بتميّز في الأدب العربيّ، عن أطروحتها الّتي بعنوان "الفانتازيا والمتاهة في الأدب المغربيّ الحديث"، 2022.

احتضنت صالةُ عرْض "بلقيس"، الّتي تديرها الفنّانة فاطمة أبو رومي، معرضَ "حكايا البلاط"* في المدينة القديمة في قَلْب سوق النّاصرة في الجليل الفلسطينيّ. وفي عُجالة، نضيءُ على ما فيه من أعمال فنّيّة ولوحات تشكيليّة لعدد من الفنّانين والفنّانات الفلسطينيّين من القُدس، وطَمْرَة، وغَزّة، وأمّ الفَحْم، ورامَ اللّه، وعْبِلّين، والرَّمْلة، والخَليل. كلّ هؤلاء المبدعين اجتمعوا معًا كي يرافقونا في رحلة نستذكر فيها عبَق اشتغال المصانع الحِرَفيّة للبلاط قديمًا في يافا والقدس، وغزّة والرّام، وحيفا وعكّا، والخليل ونابلس والبيرة. وبحسب الدّراسات والتّنقيب فإنّ "مصنع قسيسيّة" كان أوّل مصنع للبلاط التّقليديّ في فلسطين، في البلدة القديمة في القدس، في العام 1900.

هذه الحرْفة الإبداعيّة اندثرت مع مرور الزّمن في معظم المدن، وقد باع أصحاب هذه المعامِل قوالب البلاط والمكابِسَ الّتي تُستخدَم لِكبْسِ الإسمنت الموجود في قالب الحديد أو النّحاس إلى مصانع أخرى، أو إلى مصانع السّكْبِ والتّدوير لتحويلها إلى حديد ونحاس خامّ، كما حصل مثلًا في جميع مصانع غزّة.

هذا الاندثار سبَبه الأساسيّ ظروف الواقع الفلسطينيّ من احتلالٍ وسياسات.. إضافة إلى القيود الاقتصاديّة المفروضة على أصحاب هذه الحرْفة، كالتّكلفة الباهظة للموادّ، مثل سفرهم، قبل النّكبة، إلى سوريا ولبنان لشراء قوالب البلاط الجاهزة من هناك.. إضافة إلى الضّرائب المادّيّة الكثيرة الّتي تفرضُها المؤسّسات المَعنيّة على تصدير بضائعهم.. كذلك عدم تقدير العامّة لهذا الفنّ وما فيه من تفصيلات في الجهد والشّغل اليدويّ أو/ ولأنّهم وجدوا تكلفته الشّرائيّة عاليّة مقارنة بمدخولهم المادّيّ، ولذلك فإنّهم فضّلوا استبداله بالسّلعة الرّخيصة، تلك الأجنبيّة المستوردة المصنوعة في الماكينات، والّتي تناسب قدرتهم الشّرائيّة.

وهكذا فإنّنا نشهد على صمود المصنع الوحيد، وهو مصنع "عائلة أصْلان" في نابلس، واستمرار عمله وإنتاجه للبلاط التّقليديّ، منذ العام 1913 وحتّى وقتنا الحاليّ ويومنا هذا. مع العلم أنّ أصحابه يملكون أسرارَ المهنة وخبايا الحرْفة، ويقومون بتركيبِ الألوان وخلْطِها مع رسْم الأشكال، بالإضافة إلى أنّهم صاروا يُنتجون قوالب البلاط في مصنعهم من بعد نكسة العام 1967، فقد بات التّنقّل لشرائها من البلدين المجاورين (سوريا ولبنان) مستحيلًا في ظلّ الظّروف الرّاهنة الّتي يفرضها الاحتلال.

وبالنّظر للمصانع الأخرى القائمة فإنّ غالبيّتها أغلقت أبوابها، أو قلّ إنتاجها حدّ الاختفاء عن السّوق، مثل مصنع: "وزّوز" في الرّام، "هاشم الخزندار" في غزّة، "الزّرو" و"قاسم أبو سنينة" في الخليل، "الشّريف" و"إمطير" في البيرة، "قسيسيّة" و"طمس" في القدس.

وعودة إلى ما في صالة العرْض، فإنّنا نستشفُّ من هذه اللّوحات والأعمال الفنّيّة المعروضة موروث البلاد الغنيّ والمتجذّر في تاريخ وحاضر هذا المكان. يمكننا أن نقرأ كلّ واحد من هذه الأعمال بشكل مستقلّ، لكنّنا يمكن أيضًا أن نربط العمل الواحد مع العمل الآخر من خلال نسْجِ علاقة وجدانيّة، لتكون المحصّلة هي سرديّة ما تحت البلاط وما فوقه، ما بجانبه وما هو حوله مِن أثَر ودعسات، وروائح وأصوات، وقصص وتُراث، وحيَوات منسيّة ومُستعادة.

هذه الأعمال التّشكيليّة الفنّيّة توثّق أجزاء من البلاط الّذي يمكنه أن يعيش لمدّة خمسة قرون من الزّمن كما يُقال، وقيمته المعنويّة (وقد تكون المادّيّة أيضًا) ترتفعُ بمرور عوامل الطّبيعة وتقادم الأيّام عليه.

هذا البلاطُ التّقليديّ المصنوع من حجَر بلادنا القاسي بطبيعته وطبيعتنا، التّحفة الفنّيّة الّتي زيّنت هويّة المعمار الفلسطينيّ منذ ما قبل النّكبة، يحتاج تركيزًا وابتكارًا في صُنعه. وفنّ صناعته في البلاد لَمِن شأنها أن تشكّلُ دليلًا قاطعًا على تاريخنا الاجتماعيّ والثّقافيّ، وعلى ذكرياتنا الممتدّة إلى عقود، وعلى وجودنا وصمودنا، وعلى إبداعنا الموشوم في الأمكنة من أرضيّات وجُدران، وباحات، وأعمدة، وسُقوف.

شارك في هذا المعرض: أحمد كنعان بعملين فنّيّين. الأوّل- بعنوان "حَنين"، 1998، بقياس 60/60/100 سم، وقد استخدم فيه قطعتين متقابلتين طويلتين، مفتوحتينِ من الخشبَ بدِهانه البنّيّ بتدرّجاته، وبزخرفة عُروق النّبات بفنّ الأرابيسك، إضافة إلى الحديد، وفي أسفل الخشبتين اللّتين تستندان في زاوية، نجد قطعتين متقابلتين من البلاط التّقليديّ برسمات العُروق مع الورود الصّفراء، بخلفيّة سوداء داكنة وأشكال بيضاء منحنية، وعروق أخرى بيضاء، وفي الوسط تتشكّل من البلاطتين دائرة حمراءُ، حوافّهما مشرقة بالأزرق المائل للأخضر.

أمّا عمله الثّاني فقد حمل عنوان "تَناثَرَتْ"، 1998، بقياس 70/90 سم، استخدم فيه ألواحًا مستطيلة من الخشب بلونها البنّيّ الفاتح، عمل عليها بتقنيّة التّقشير الّتي تمنحه مرأًى قديمًا معتّقًا. تبرز في هذه الألواح المرتّبة بعشوائيّتها المقصودة دوائر غامقة، تشير إلى حياة الشّجرة وفق ما أتخيّلُ.. هذه الألواحُ تشكّلُ ما يشبه جدارًا خشبيًّا يستند على الأرضيّة والحائطِ. على هذا الجدار الخشبيّ، تتناثر قطعتان كاملتان من البلاط المربّع الصّغير بحجمه، إضافة إلى قطعتين مكسورتين يكملهما الفنّان بأصابعه. القِطع الأربعُ تشكّل معًا لوحة لوردة كبيرة بألوان الأحمر والأصفر، والأبيض، والأخضر الفاتح، والأسود.

نقف بعدها عند أمجد غنّام في لوحتين. الأولى- بعنوان "كلُّ ما تبقّى لك 1"، 2019، بقياس 100/100 سم، وقد استخدم فيها ألوانًا زيتيّة على قماش ليرسم مساحة بلاطات حجريّة مربّعة صغيرة، بلون يميل إلى الرّصاص كدليل على تقادم الزّمن وعتاقة المكان، وقريبًا من الأسفل الشّرقيّ للّوحة نشهد صمودَ أجزاء مكسّرة من البلاط التّقليديّ خلفيّته بيضاء، وعليه رسومات زهور وعروق وأوراق نباتيّة باللّون الأزرق الفاتح والأزرق الغامق.. هنا البلاطُ هو عينُنا الّتي تراقِبُ ما تبقّى لنا في المكان، وما تبقّى لذاكرتنا الّتي لا تَنسى!

أمّا لوحته الثّانيةُ الموضوعة في إطار رفيع بلون نحاسيّ فاسمها "المدينةُ المقدّسة 16"، 2022، بقياس 70/100 سم، استخدم فيها ألوان الأكريليك بتقنيّات دهان متنوّعة على قماش، ليجسّد لنا فنّيّة البلاط التّقليديّ الموجود في البناء الفلسطينيّ، بما فيه من عروق وأشكال هندسيّة وورود، بألوان ساطعة من الأزرق والأخضر والأبيض والأصفر.

نتأمّل بعدها لوحتين اثنتين تحكيان حكاية مترابطة، تحملان العنوان نفسه "بدون عنوان"، لهما القياس نفسه 80/100 سم، 2021، يستخدم فيهما محمّد حاج ألوان الأكريليك على قماش. تظهر في كلّ لوحة امرأة ترتدي ثوبًا فيه تطريز فلسطينيّ، شعرها بنّي منسدل حتّى خصرها، تقف عند مساحة من البلاط في لوحة، وتطلّ على مساحة للبلاط التّقليديّ في لوحة أخرى. وكأنّ هاتين المساحتين هما الثّبات والاندماغ في هذه الأرض.. في كلّ بلاطة وردة ذات أشكال هندسيّة باللّون الأحمر وأخرى باللّون الزّيتيّ الأصفر الرّصاصيّ، والسّماء ترابيّة صفراء أو زرقاء.. هذه المرأة هي الأختُ والأمّ والحبيبة والابنة والزّوجة والجدّة حاملة المكانِ والزّمان، بما فيهما من: بيوت وأبنية، وجِرار ماء فخّاريّة، وأوعية نباتات خضراء.. وشالٍ تحمله بكفّيها على رأسها، تحمي به نفسها، والأطفال الصّغار، والكبار، وعوالمَها.

أمّا فؤاد إغباريّة فقد قدّم لوحتين لهما العنوان نفسه: "بدون عنوان"، 2014، استخدم فيهما الألوان الزّيتيّة على قماش. وهما تشتركان بشجرة الزّيتون- رمْزنا، كثيفة الأوراق الخضراء. اللّوحة الأولى؛ قياسها 70/120 سم، فيها ثلاث شجرات، الوسطى هي الأكبر، والأرض الّتي تحتضن الجذور عبارة عن بلاط تقليديّ، بخلفيّة صفراء ورسوم فروع وورود زرقاء بانحناءات دائريّة، والسّماء صافية زرقاء بتدرّج آخَر.

اللّوحة الثّانية؛ قياسها 100/80 سم، فيها غرْسة زيتون بجذعها البنّيّ، موضوعة في وعاء خزفيّ بنقوش البلاط التّقليديّ، بأشكال هندسيّة بيضاء وحمراء وسوداء. هذا الوعاء يقف على سطح بنّيّ كلوْن تُرْبة الوعاء- هو تراب وطننا لا محالة، خلفه حائط مكسوّ بالبلاط الأبيض المزيّن بأشكال هندسيّة تحيل إلى ورود، أو إلى نقوش من الفنّ الإسلاميّ، لونها أزرق.

نأتي بعدها إلى علاء البابا الّذي يعرض لوحتين لهما اسم: "بدون عنوان"، 2021، يستخدم فيهما ألوان الأكريليك بتقنيّات مختلفة على قماش؛ واحدة بقياس 60/55 سم، والثّانية بقياس 100/70 سم. تستوقفني ألوانه البهيجة الصّارخة الّتي ينتقيها لتشكيل مساحات من البلاط التّقليديّ، برسومه وتشكيلاته السّحريّة من دوائر والتفافات، فيها خطوط ومنحنيات هندسيّة، وفروع وغصون ونباتات، وتنويعات من الورود والزّهور الكبيرة والصّغيرة المتفتّحة والضّاحكة، مع سلّة من الخلفيّات الصّفراء واللّيلكيّة، والزّهريّة والورديّة، والبرتقاليّة والزّرقاء، والكْريميّة.. عليها الأشكال بالأخضر والأحمر القاني، والأزرق والكُحْليّ، والورديّ والقرميديّ والأبيض.. إضافة إلى فسيفساء عجائبيّة لِمُنَمْنَمات الألوان والتّشكيلات، والخطوط الرّماديّة والسّوداء والفضّيّة.. كلّها تُحلِّق بنا نحوَ عوالِم الفرح والأملِ والغد الأجمل!

أتأمّل "عنزَة كَنعان"، 2024، بقياس 40/60 سم؛ هذا العمل الفنّيّ المصنوع من الخَزَف الملوّن، إذ يرسمُ عبد الله كنعان على قطع بلاط السّيراميك عنزة مميّزة بهيئتها ولونها الأصفر الفاتح، تزيّنها الورود من جسدها وحتّى المحيط بها. هذه العنزة هي ابنة البيئّة الرّيفيّة الّتي كانت تسود المكان، هي رمز التّشبّث بالجذور، كما يفعل صاحب هذا الوطنِ المُتنازَع عليه منذ قرون! ها هي تجُوب الحقول والجبال وتتسلّق الصّخور، فالأرض لها وهي العارفة بكلّ شِبْر فيها، وستعودُ إليها حتمًا!

ثمّ أقفُ عند عمل فنّيّ من العام 2023، مقاسه 60/70 سم، تُسَمّيه صوفي أبو شقرة "رمْز الغائبة الحاضرة"، تستخدم فيه خشب الزّيتون ومادّة الإيبوكسي والنّحت الرّقميّ على الحاسوب، لتُصوّر لنا مساحاتٍ زرقاء من السّماء والمياه، وأجزاء خضراء من النّبات والشّجَر، وأقسامًا متفرّقة من أرضيّة بلاط مربّع بلون تراب الأرض. وكأنّنا أمام مشهد خريطة على كرة بلاد العالَم، تلك الّتي نُحرّكها بيدنا، لكنّ الوطنَ لا ينْفَكُّ قابعًا فينا.

ويُطلّ علينا "عوني إدريس" بثلاث لوحات من العام 2008، بقياس صغير يتراوح بين 20/20 سم و25/25 سم لكلٍّ من يافا ورام الله وحيفا، كلّ مدينة لها بلاطة فيها نماذج من الزّهور والعُروق وأوراق الشّجر، بألوان حيّة للبنّيّ والأصفر، الأخضر والورديّ، البرتقاليّ والكْريميّ، النّبيذيّ والأصفر الأقحوانيّ.

ويعرض أيضًا لوحتين كبيرتين؛ الأولى- توثّق ذاكرتنا الحافظة لهويّتنا، تحمل اسم "صفّورية"، 2008، بقياس 90/80 سم. رسم فيها بألوان الأكريليك على قماش بلاطًا بالأصفر الرّمْليّ، عليه طيْر القرية المُهجَّرة، وفي الوسط أربع قطع من البلاط، عليها رسوم وردة بأوراقها الأربعة بالأحمر النّبيذيّ، وفي الأسفل أربع بلاطات فيها شكْل المُعَيَّن داكن اللّون مع البنّيّ الأحمر، وعدّة خطوط صفراء خضراء.

أمّا اللّوحة الثّانية "سوق القدس"، 2007، بقياس 60/40 سم؛ استخدم فيها الأكريليك وألوان الجْواش على قماش، فيها الأزرق يشكّل زهورًا مع أوراقها على بلاطات بيضاء، ومساحة مستطيلة من الكحليّ في الأسفل، ومربّعُ الأعلى في الوسط، فيه قطعة مربّعة من السّيراميك الأبيض مع أشكال منحنية من الأزرق الدّاكن المائل للأسود. وكأنّ اللّوحةَ رقْعةٌ من فضاء سوق المدينة المحاصَرة، بما فيها من تاريخ وفنّ وحضارة وأديان وتراث وحكايات.

والمستوقف الآنَ هو نِهاد ضبيط الّذي يستخدم روْث الخيل ليشكّل منه لوحًا مستويًا مربّعًا، فوقه رسَم أربعة مربّعات بلاط على قماش، كلّ بلاطة تتكوّن من أربعة أجزاء، عليها رسْم وردة بداخلها أوراق، ومعها زخارف وزركشات بألوان الأكريليك وبتقنيّات متعدّدة للأبيض والأحمر الورديّ والأزرق والأصفر. مِنْ بَعيد ستعتقد أنّ هذا العمل الفنّيّ الّذي يحمل اسم "أنْ لا يُضاعِفَ المَلِكُ الخيولَ لِنفسِه"، 2021، بقياس 120/120 سم، هو قطعة حقيقيّة من البلاط التّقليديّ المستعار من إحدى الأرضيّات!

ويأتي خالد حوراني بمجموعة من بلاط السّيراميك ليكوّن منها "حجَر المسافَةِ إلى القُدس"، 2009، بقياس 60/45/20، بألوان الأبيض وزخرفات ورود بالأزرق الكحليّ الدّاكن، في الوسط مستطيل كبير فيه اسم القدس بالعربيّة والإنجليزيّة، والمسافة 22 كيلومترًا نحْوها. يذكّرنا هذا العمل باللّوحات الموجودة في أزقّة القدس وبيوتها العتيقة.

"ثلاثةُ حَمير" هو عنوان لوحة فاطمة أبو رومي الّتي رسمتها بألوان الزّيت على القماش، 2022، مقاسها 70/60 سم. تُصوّر فيها مشهد البلاد في تاريخ غابر، حيث يتّخذ النّاس الدّواب والحمير وسيلة لتنقّلهم وتحريك حاجيّاتهم. وهنا مشهدٌ خلفيّ لرجُل بقميص أبيض فضفاض وسروال أزرق، يعتلي حمارًا بنّيًّا بذيله الطّويل، يحمل بيديه جهة عنقه سجّادة حمراء صوفيّة أو حريريّة مزخرفة بأشكال هندسيّة ملوّنة، نحو طريق من البلاط الأبيض والرّصاصيّ، تزيّنه الأشكال والخطوط والزّهور.

وهكذا، وباستخدام الأشكال الهندسيّة، وزخارف الفنّ الإسلاميّ، وفنّ الأرابيسك تبرزُ أشكال النّباتات والورود، والفروع والأغصانِ وأوراق الشّجر، لتظهرَ طبيعَةُ بلادنا، بما فيها من تضاريسَ وذاكرة حَجَر، ولتحيا البيوتُ بكلّ أطياف سكّانها، تلكَ المهجورةُ والمُهجّرة والمَنسيّة في قَلْبِ الوطَن.

والتّقنيّات الفنّيّة المختلفة مع الخامات المتنوّعة من موادّ غير تقليديّة ومبتكَرة مع الألوان النّابضة السّاطعة لهيَ وثيقةٌ، أحملها معي من زيارتي للمعرض، تحكي عن أرواح البيوتِ وضحكات السّاحات، وأيّام الطّفولة وذكريات الآباء، وأسرار الأجداد والجدّات.

وتلتقي هذه البلاطات الملوّنة برموز سرديّتنا الوجوديّة مِن مفاتيح مُلكيّة، ونبات بَقاء، وزيتونِ وَطنٍ، وبيتِ أمْنٍ، وجرّة فخّار، وحصانِ حُرّيّةٍ، وخريطَة نضالٍ، وبوصلة "أبي صابر"، وثوبٍ مُطرّز بأصابعَ من حُنُوٍّ وبَأْسٍ وَعَرَق.

 

الهوامش

نعتمد في طرحنا هنا على موادّ مكتوبة أيضًا لـ: حسني الخطيب شحادة (قيِّم معرض "حكايا البلاط" الّذي استمرّ من نهاية أيَّار مايو وحتّى نهاية تمّوز يوليو من هذا العام).  دُعاء أبو سعدة وإيهاب عابد (كتيّب "ماذا لو تكلّم البلاط؟" تمّ إنجازه خلال الفترة 2024 ولغاية 2025). بالإضافة إلى موادّ مرئيّة، مثل: مقابلة منشورة في اليوتيوب مع أسرة "أصلان" الّتي لا زالت تمارسُ الحرفة في مصنعها في نابلس. وندوة "عَ بلاطَة؛ حواريّة عن البلاط التّقليديّ في الموروث الثّقافيّ الفلسطينيّ" في مكتبة "مَي زيادة" 23.5.2025، البلدة القديمة في النّاصرة.

هوامش

موضوعات

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع