Author Name

كاتب فلسطيني سوري

للكاتب/ة

يمكننا القول بأنه منذ وجهت إسرائيل ترسانتها العسكرية والسياسية باتجاه محو وإبادة الأرض والإنسان الفلسطيني ما يمسيه الشهيد الأسير وليد دقة "الاحتلال الشمولي" يتحتم علينا "المقاومة الشاملة" بتعبير دقة.

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

01/12/2025

تصوير: اسماء الغول

مؤيد طنينة

كاتب فلسطيني سوري

مؤيد طنينة

وطالب دراسات إسرائيلية في جامعة بيرزيت.

لم يعد الحديث عن الآثار والتراث الثقافي سعياً إلى فهم الماضي، بل رغبةً في فهم الحاضر، ومسألة بقاء تحت وطأة "الإبادة الثقافية" منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. في هذا السياق، يصبح الاهتمام بالثقافة ضرورة وجودية - وطنية ومطلب إنساني فلسطيني. وهو الأمر الذي دفع ببرنامج الآثار والتراث الثقافي في جامعة بيت لحم تنظيم مؤتمراً دولياً يناقش الآثار والتراث الثقافي والإشكالات المنهجية والتوجهات المعرفية في هذا الحقل.وتناول المؤتمر موضوعات عدة منها ضرورة إيلاء أهمية أكبر للأرشيف والتعامل معه بحرص وموضوعية وتوثيق، إلى جانب منح مساحة أوسع للوثائق المحلية الفلسطينية والتاريخ الشفوي.

التراث الثقافي الفلسطيني: بين سياسات الإبادة ومحاولات الحفظ

يُعرِف عالم الآثار حمدان طه التراث الثقافي بأنه المباني التاريخية والمواقع الأثرية والمنحوتات وسائر أنواع المصنوعات والذي يشمل الممتلكات الثقافية الثابتة والمنقولة الموجودة على سطح الأرض أو في باطنها أو المغمورة في المياه. يضيف طه في مقالته على مجلة الدراسات الفلسطينية بعنوان "الحفاظ على التراث الثقافي في السياق الاستعماري" أنه منذ الفترة العثمانية، كان التراث الثقافي إحدى القضايا المستهدفة في المعركة بشأن الأرض والهوية الثقافية. 

إلا أن في خضم الإبادة، تحول الوجود الفلسطيني إلى قضية مستهدفة، من خلال عمليات التدمير والمحو الواسعة، التي طالت في المقام الأول التراث الثقافي والأثري للوجود الإنساني في غزة. إذ كشفت تقارير صحفية عن سرقة 17 ألف قطعة أثرية من متحف قصر الباشا في حي الدرج في مدينة غزة، وتدمير المسجد العمري أكبر مساجد قطاع غزة، وثالث أكبر مساجد فلسطين، والذي قال فيه ابن بطوطة "المسجد الجميل". ووصفت صحيفة الغارديان البريطانية عمليات التدمير للمواقع الأثرية والمباني التاريخية في قطاع غزة، بأنها حولت معالم التراث الثقافي الذي تشكل على مدار خمسة آلاف سنة وتحول إلى أكوام من الأنقاض.

وأشارت الأستاذة الجامعية جورجيا أندريو في جامعة ساوثهامبتون البريطانية في حديثها لوكالة الأناضول التركية أن استخدام مصطلح "الإبادة الثقافية" يتضمن محو جميع الأدلة على وجود مجموعة معينة من الناس في منطقة معينة، كما وتُعتبر عمليات المحو والإبادة للتراث الثقافي على أرض فلسطين استهداف التراث الثقافي للبشرية. ويعود مصطلح "الإبادة الثقافية" إلى المحامي البولندي رالف ليمكين في العام 1944 الذي يتضمن الجهود الهادفة إلى طمس ثقافة المجموعات المستهدفة ولغتها وجوانبها الدينية. وعند "لورنس دافيسون" تعني أن يعمد مجتمع ما قاصداً إلى إضاف وتدمير القيم والممارسات الثقافية العائدة لمجموعة لا تنتمي إليه، بهدف إضعاف مجموعة العدو لثنيه عن مقاومته. ويشير ليمكين أن القضاء على ثقافة لا يقتصر على محو تاريخها بل يمتد بصورة أكثر شمولاً إلى الإنسانية إذ يحرمها من إسهامات الجماعة الثقافية وبالتي يخل في سمة أساسية من سمات الحضارة.

من هنا كانت مساهمة المؤتمر، بتقديم مساهمة معرفية تحمي التراث الثقافي الفلسطيني وكذلك الإنساني، وتقدم خدمة للحضارة، بأن تحفظ هذا التراث معرفياً، من خلال الكشف عن الإشكالات وفتح الأفق لتوجهات جديدة. إذ دعا عن مؤسس متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي مازن قمصية إلى مقاومة التدمير الصهيوني للتراث الثقافي، من خلال التوعية اللامنهجية والبرامج في المؤسسات وضرورة الاهتمام بفلسطين باعتبارها تقع في الهلال الخصيب، إلى جانب كونها نقطة التقاء القارات حيث دجن الإنسان والنباتات والحيوانات لأول مرة، لذا استطاع تكوين المجتمعات وبناء الحضارات.

أشار طه، الذي كان المتحدث الرئيسي للمؤتمر إلى التشوه البنيوي في علم الآثار في فلسطين ضمن السياق الاستعماري، نتيجة هيمنة الدارسين التوراتيين الذي سعوا لتوظيف تلك الآثار في خدمة المشروع الصهيوني. يضيف طه أن النكبة عام 1948 عملت على الربط التلقائي ما بين علم الآثار والمشروع الاستيطاني الصهيوني، والعمل على تغيير أسماء الأماكن وتغيير المشهد الثقافي فلسطين وتغيب طمس دلائل الحضارة العربية الإسلامية.

واهتمت مداخلة الأستاذ في قسم اللغة العربية في جامعة بيرزيت ناصر الدين أبو خضير، في عبرنة وتهويد أسماء الأماكن في فلسطين، وعلاقة ذلك بالاستشراق ورحلات المستشرقين، مما يفكك منهجياً السردية المتبعة صهيونياً في عبرنة الأسماء العربية، وربطها بسردية توراتية متوهمة.

توجهات نقدية ومعرفية جديدة: الدعوة للتوطين

قدم الأستاذ في التاريخ الثقافي للشرق الأوسط ورئيس برنامج التاريخ في معهد الدوحة للدراسات العليا، عصام نصار مداخلة نقدية حول مفاهيم "الحنين/النوستالجيا" والأرشيف، من خلال استعراضه لدور الصور الفوتوغرافية، في صناعة حنين/نوستالجيا عن ماضٍ خالي من التدقيق والتمحيص، لا يعكس ماضي الفلسطيني، تسببت به منصات التواصل الاجتماعي. يستحضر مثالاً صورة تظهر فيها طائرة مكتوب عليها (شركة الطرق الجوية بفلسطين)، وبحسب نصار يجري استدعاء تلك الصورة بعناوين "كان عنا طيران قبل النكبة"، بينما الحقيقة أن هذه الشركة صهيونية، وجرى تغيير أسمها إلى شركة إسرائيلية بعد قيام إسرائيل. مما ينتج ذاكرة جماعية مشوهة تعتمد على الحنين العاطفي بدلاً من الدراسة الموضوعية. ودعا نصار إلى قراءة نقدية للأرشيفات مع الحفاظ على دورها في صياغة الهوية دون إغفال ضرورة التمييز بين التوثيق التاريخي والتخيل، وضرورة تأسيس أرشيف وطني تقوده مؤسسة رسمية مختصة كالمتحف أو الجامعة، تدقق في الوثائق والصور ووضع  العنوان والسياق الموثوق.

ومثلت دعوة عالم الآثار، جمال برغوث للعصيان المعرفي، ضرورة إبستمولوجية في الوقت الذي تشهد فيه الأكاديميا الغربية "عنف معرفي" تشنه الصهيونية بينما تشن كيانها إبادة جماعية بحق الفلسطينيين. وبحسب برغوث فالمرحلة تستوجب حواراً نشطاً يمكن من خلاله فك الارتباط بين علم الآثار الفلسطيني والأكاديميا الغربية، من خلال العصيان وتبني رؤى معرفية جنوبية مثل "إزالة الاستعمار عن المعرفة"  كما هي عند المفكر الأرجنتيني والتر ميغنولو.

وفي الوقت الذي يجري فيه التركيز على دراسة "الركام" والماضي بوصفه قادراً على فهم الحاضر، أو قراءة التدمير الحاصل حالياً بوصفه مرتبطاً بالبنية الإبادية الحداثية للمشروع الاستعماري، كان دعوة كل من الباحث أحمد عز أسعد، وحمزة العقرباوي، بضرورة فهم ما لم يطاله التدمير بعد، وهي القرية الفلسطينية، باعتبارها موضوعاً للمعرفة بهدف تجذير وتوطيد العلاقة بين الإنسان والأرض، بين الفلسطيني وفلسطين، بين الأجداد والأسلاف، في الوقت الذي ترمي فيه الحداثة الاستعمارية "قطع الموصول". 

ساهمت مداخلة العقرباوي حول "مقامات الأولياء" باعتبارها فضاء روحاني وليس مادي أثري، باستدخال المادي في قراءة التراث غير المادي، أي علاقة المقدس بالمادي، لفهم ماضي الأجداد، مما يضفي معناً آخر على هذا الفضاء، يستوجب الاهتمام بها، ومنع تدميرها، أو على الأقل حفظ ما يتصل بها. فمعرفة الطقوس المتصلة أو الممارسة بداخلها أو عبرها، يسهم في توطيد و"وصل الموصول" بين الجد والحفيد، بين "طرفة بن العبد" ونحن، كما ورد في المداخلة بأن طقس تبديل الأسنان الذي كان يمارس في طفولتنا، كان الشاعر الصعلوك قد ذكره في أحد قصائده. لذلك معرفة طقوس هذا الفضاء المادي يزيد من الارتباط به، مما يحول دون تركه، وبالتالي استسهال المستوطنين السيطرة عليه، وأضعف الإيمان حفظ الموروث المتصل به.

أما الباحث أسعد، الذي قدم قراءة إثنوغرافية لقريته "ارطاس" التي نالت اهتماماً معرفياً من المستكشفين والمستشرقين. يرى أسعد أن صور المستشرقين همشت الإنسان الفلسطيني على حساب "المشهد التوراتي". لذلك أتت مساهمة أسعد، باعتبارها تلبية دعوة توطين الوعي بالتراث الثقافي، بتقديم قراءة لأرشيف القرية بالتعرف على الإنسان الفلسطيني المقيم في القرية، إلى جانب توثيق الممارسات والطقوس المتصلة بالأرض أو القرية، باعتبار هذه الشهادات "كذاكرة ثقافية ديناميكية مستمرة لا مجرد استرجاع ثابت للماضي".

في افتتاحية المؤتمر أكد رئيس المؤتمر، دكتور عمر عبد ربه على أن موضوع المؤتمر (إشكالات منهجية وتوجهات معرفية) ليس مجرد اختيار أكاديمي، بل ضرورة ملحة يفرضها الواقع، باعتبار أن التراث الثقافي الفلسطيني الذي لا يمثل مجرد سجل لماضي، بل هو المكون الأساسي للهوية الوطنية، يتعرض لهجوم استعماري ومحاولة للطمس. إذ يتعرض ذلك السجل إلى تحديات معقدة ومتجددة وغير مسبوقة، بل تمتد إلى مسألة الهيمنة المعرفية، والتلاعب المنهجي، إلى جانب ما تقوم  به المتاحف الاستعمارية في المستوطنات، والمؤسسات الإسرائيلية المعنية. ومنها عمليات توظيف الآثار في خدمة سرديات استعمارية زائفة، بهدف السيطرة على الأرض الفلسطينية، مما يتطلب من الباحثين، بل ويفرض عليهم دراسات جادة، تستعين بالتكنولوجيا والتعامل مع التحديات المرتبطة بها إلى جانب تدريب الطلاب على تلك التقنيات الحديثة، في  خطوة أولى نحو تطوير أدوات منهجية فلسطينية وتوجه أثري فلسطيني يدافع ويسلط الضوء على التراث الثقافي.

مؤتمر بيت لحم الدولي للآثار والتراث الثقافي: كتقليد سنوي

خلال يومي المؤتمر (18-19 تشرين الثاني) جرى تقديم حوالي 27 ورقة بحثية، تنوعت الموضوعات والتخصصات، وزوايا النظر، منها ما قدم منهجيات ورؤى معرفية جديدة، أو جرى نقد ونقض منهجيات عالمية باعتبارها غربية تدعم الرؤى الاستعمارية الإسرائيلية، أو تقديم رؤى نقدية للتعاطي مع التراث الثقافي أو الريف الفلسطيني.

نوقشت محاور المؤتمر، في ثماني جلسات على مدة يوما المؤتمر، وكانت كل جلسة تناقش محاور المؤتمر، مع التركيز على الإشكالات المنهجية والتوجهات المعرفية، كما هي ثيمة المؤتمر. ومنها مثلاً ما تعرض للإعلام والسينما والأرشيف والتراث المادي واللامادي، والمواقع الأثرية، إلى جانب الرؤى المنهجية النقدية للتعامل مع ذات القضايا. 

وتحدث رئيس المؤتمر الدكتور عبد ربه أن المؤتمر يسعى لنسج نهج معرفي يدمج علم الآثار بالفنون والعلوم الأخرى، ليكثف حضوره بالنظر لشرط الواقع الذي يفرضه واقع الإبادة. لذلك قدمت الباحثة في السينما "سماح بصول" فهم الكيفية التي تؤثر من خلالها رسائل الأعمال السينمائية في أصل وتاريخ الآثار المنهوبة فلسطينياً. 

وضمن ذات التوجه الداعي إلى "دمج العلوم" قدمت الطبيبة النفسية، وأحد الأطباء النفسيين الذين استطاعوا الوصول إلى غزة "ديبورا وايدنر"، مداخلة أشارت فيها إلى الطب النفسي كشكل من أشكال الحفظ الثقافي، وأن العمل في مجال الصحة النفسية في غزة ليس إنسانياً فحسب، بل هو أيضاً أرشيفي وثقافي (يوثق الذاكرة المعيشة، ويقاوم المحو. ودعت وايدنر إلى الحاجة إلى توسيع أطر الحفاظ على التراث لتشمل البقاء النفسي في مناطق الحرب وتحدي علماء الآثار للاعتراف بدور الرعاية النفسية في  الدفاع عن الهوية الجمعية.

ولم ينسَ المؤتمر، القدس، عاصمة الثقافة العربية، والتي يعتبرها الاحتلال الإسرائيلي عاصمته الأبدية، والتي تتعرض لعملية تهويد مكثفة منذ احتلالها والمتسارعة منذ السابع من تشرين الأول 2023. وسلط الباحث والأكاديمي "منصور نصاصرة" الضوء في محاضرته على القدس خلال الفترة (1948-1967) - فترة الحكم الأردني. تكشف دراسة نصاصرة عن الدور المحوري لمطار القدس الدولي في تمكين المدينة بعد النكبة. حيث أصبح المطار بوابة حضرية تربط المدينة بشبكات المدن العربية مما عزز تنوعها الثقافي وحيويتها الاجتماعية وفتح المجال أمام التحولات السياسية والاستثمارات النوعية، وأعاد تشكيل الأحياء، وخلق فرصاً جديدة للنمو الشخص والجماعي، كما تبين دراسة نصاصرة، الذي اعتمد على الرواية الشفوية والسجلات الأرشيفية النادرة، واليوميات والصحف المعاصرة وتحليل التحولات المكانية في المشهد الحضري. وفي سياق المؤتمر كان الاعتماد على الروايات الشفوية للمقدسيين التي قدمت رواية مختلفة عما هو متداول، بمثابة دعوة قديمة جديدة للاستثمار المعرفي في الروايات الشفوية.

وعن ذات الفترة (1948-1967) تناولت المهندسة المعمارية "مها السمان" التراث الثقافي الحديث والسياحة من خلال دور الفنادق في تلك الفترة. وركزت الدراسة على كيفية تأثر الفنادق في الحركة المعمارية الحديثة الدولية. وخلصت إلى أن بناء الفنادق خلال الحكم الأردني لم يؤثر فقط على الديناميات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في ذلك الوقت، بل ساهم أيضاً في تطوير هوية عمرانية ومعمارية حديثة لا تزال قائمة حتى اليوم. بهذا تمثل هذه الفنادق تراثاً ثقافياً مهماً يتطلب اهتماماً أكبر للحفاظ عليه وإعادة تأهيله، إذ تعكس العمارة الحديثة للمباني العامة في فلسطين، وتكشف ديناميات التطور خلال الحكم الأردني.

في ختام المؤتمر، أعلن رئيس دائرة العلوم الإنسانية في جامعة بيت لحم "عمر عبد ربه" في الكلمة الختامية للمؤتمر عن تحويل المؤتمر إلى "تقليد سنوي" في إشارة لأهمية الانعقاد الدائم لهذا النوع من المؤتمر، في ظل اللحظة المصيرية التي تعيشها القضية الفلسطينية وتراثها الثقافي.

يمكننا القول بأنه منذ وجهت إسرائيل ترسانتها العسكرية والسياسية باتجاه محو وإبادة الأرض والإنسان الفلسطيني ما يمسيه الشهيد الأسير وليد دقة "الاحتلال الشمولي" يتحتم علينا "المقاومة الشاملة" بتعبير دقة. فالاهتمام وتسليط الضوء على القضايا المتعلقة بالعلاقة بين الفلسطيني والأرض، قضية وجودية ومصيرية، في الوقت الذي يتعرض فيه ليس فقط الوجود الفلسطيني، بل حقه في الوجود على هذه الأرض للتشويه والتزييف، مما يحول الثقافة والبحث في جذور هذا الارتباط مقاومة متسلحة بالمعرفة والبحث. فحالة الانعقاد الدائم للبحث والتنقيب والحوار والإنتاج المعرفي التي تتناول التراث الثقافي ضرورة وطنية ومطلب إنساني ووجودي، في هذه اللحظة المصيرية.

هوامش

موضوعات

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع